450 ـ ابن الجَوْزي (508 ـ 597هـ = 1114 ـ 1201م)

عبدالرحمن بن عليّ بن محمد بن علي، بن عبيد الله، ويصل نسبه إلى الفقيه القاسم بن محمد ابن خليفة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أبي بكر الصديق، الجوزي القرشي، التميمي البكري البغدادي، أبو الفرج، الحافظ المُفَسِّر، الواعظ، علامة عصره في التاريخ والحديث، كثير التصانيف. ولد في بغداد، وتوفي أبوه وله ثلاثة أعوام، فربته عمته. وأقاربه كانوا تجاراً في النُّحاس، ولما كب حملته عمته إلى ابن ناصر، فأسمعه الكثير، وأحب الوعظ، ولهج به وهو مراهق، فوعظ في الناس وهو صبيُّ، وكان ذا حظ عظيم وصيت بعيد في الوعظ، يحضر مجالسه الملوك والوزراء وبعض الخلفاء والأئمة والكبراء، ولا يكاد المجلس ينقص عن ألوف كثيرة. قال يوماً في وعظه: "يا أمير المؤمنين، إن تكلمت، خفت منك، وإن سكت، خفت عليك، وأنا أُقدِّم خوفي عليك على خوفي منك، فقول الناصح: اتق الله خير من قول القائل: أهلُ بيت مغفور لكم". كان زاهداً في الدنيا، متقلِّلاً منها، ولا أكل من جهة لا يتقين حِلَّها. ونسبته إلى «مشرعة الجوز» من محالها. له نحو ثلاث مئة مصنف، منها «تلقيح فهوم أهل الاَثار، في مختصر السير والأخبار ـ ط»، و «الأذكياء وأخبارهم ـ ط» و «مناقب عمر بن عبدالعزيز ـ ط» و «روح الأرواح ـ ط»، وكتاب «الضعفاء والمتروكين ـ خ» في رجال الحديث، و "فنون الأفنان في عيون علوم القرآن". توفى في بغداد.