إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
  

632 ـ قاسم بن محمد آل ثاني

يُعَدّ الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني (1236 ـ 1331هـ) (1821 ـ 1913م)، المؤسس الحقيقي لدولة قطر فقد كان من كبار الساسة، وعمل نائباً لولده الشيخ محمد بن ثاني، في إدارة البلاد، مما أكسبه خبرة ودراية سياسية كبيرة، وقام بالإصلاح على أثر فتنة استفحلت فيها، وكانت الدوحة إحدى القرى التي تتألف منها قطر، تابعة للبحرين، ففصلها عنها بعد معارك عام 1290هـ، وكاد يستولي على البحرين، وتوفى والده عام 1295هـ / 1878، فتولى الشيخ قاسم بن محمد، إمارة قطر رسمياً عام 1878. ولمع نجم الشيخ قاسم بعد أن وحد قطر وزادت شعبيته، وامتنع عن دفع الضرائب التي كان يدفعها لحاكم البحرين. وكانت قطر وقتئذ تتبع الخلافة العثمانية، وأثار بروز نجم الشيخ قاسم مخاوف العثمانيين، فأرسلت الدولة العثمانية جيشاً للقضاء عليه، وطلبت من الكويت المساعدة، إلا أن جيش الكويت تأخر عمداُ، ووصل الجيش العثماني، وجرت معارك بين الجيش العثماني وقوات الشيخ قاسم منها موقعة جرت في الوجبة ومسيمير جنوب شرق الدوحة، انتصرت فيها قوات قاسم بن محمد.

تنازلت الدولة العثمانية عن حقوقها في قطر، ووقعت اتفاقية بذلك، على أن يبقى الشيخ قاسم في الحكم هو وأولاده. وتدخلت بريطانيا في النزاع بين قطر والبحرين، وطلب المقيم البريطاني من حاكمي البحرين وأبو ظبي، دفع غرامة لحاكم قطر، بسبب حربهما ضد قطر. وفي 12 سبتمبر 1868، وقع القائد البريطاني نيللي مع محمد آل ثاني معاهدة سلام.

وأقامت أسرة الإمام عبدالرحمن بن فيصل آل سعود ومعها ابنه عبدالعزيز بن عبدالرحمن، عند الشيخ قاسم نحو شهرين وذلك سنة 1308هـ / 1890م، وقت أن كان ابن الرشيد يطاردهم، قبل نزولهم بالكويت.

واهتم الشيخ قاسم بتجارة اللؤلؤ، فكان عنده أكثر من 20 سفينة للغوص واستخراجه. وقد مرت بقطر في عهده قلاقل وفتن داخلية عام 1905، وقد ساعده الملك عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية في إخماد الفتن، وإعادة الأمور إلى نصابها،

وقع الإنجليز مع الشيخ قاسم حاكم قطر اتفاقية تقضي بأن تظل قطر تحت الحماية البريطانية. واستمر في الحكم حتى وفاته عام 1331هـ / 1913م. وخلفه ابنه عبدالله بن قاسم.