إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
  

642 ـ قيس بن عاصم المنقري (000 ـ نحو 20هـ = 000 ـ نحو 640م)

قيس بن عاصم بن سنان المنقري السعدي التميمي، أبو علي. أحد أمراء العرب وفرسانهم. وكان مشهوراً بالحلم. وروي أنه كان يوماً جالساً بفناء داره، محتبياً بحمائل سيفه، يحدّث قومه، إذ أُتي برجل مكتوف وآخر مقتول، فقيل له: هذا ابن أخيك قَتل ابنك، فلا حل قيس حبوته، ولا قطع كلامه، فلما أتم كلامه التفت إلي ابن أخيه فقال: يا ابن أخي، بئسما فعلت، أَثِمت بربك، وقطعت رَحِمك، وقتلت ابن عمك، ورميت نفسك بسهمك، وقللت عددك. ثم قال لابن آخر له،: قم يا بني إلي ابن عمك، فحل كتافه، ووار أخاك، وسق إلي أمك مائة من الإبل دية ابنها، فإنها غريبة. كان شاعراً، اشُتهر وساد في الجاهلية. وهو ممن حرّم على نفسه الخمر، وكان سبب ذلك أنه غمز عُكْنة ابنته وهو سكران، وسب أبويها، ورأى القمر فتكلم بشيء، وأعطى الخمّار كثيراً من ماله، فلما أفاق أُخبر بذلك، فحّرمها علي نفسه. ووفد على النبي في وفد تميم في السنة التاسعة للهجرة، فأسلم. وروي عنه أنه قال للنبي: إني وأدت اثنتى عشرة بنتاً، أو ثلاث عشرة بنتاً. فقال له النبي: أعتق عن كل واحدة منهن نَسَمَة. وقال عنه النبي لمّا رآه: هذا سيد أهل الوبر! (البادية)، واستعمله على صدقات قومه، ثم نزل البصرة وتوفي بها. وهو الذي رثاه الشاعر عبده بن الطبيب بقوله:

وما كان قيس هلكه هلك واحدٍ

ولكنه بنيان قوم تهدّما