إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
  

860 ـ يوليوس قيصر (100 ـ 44 ق.م)

سياسي وقائد عسكري روماني. ديكتاتور روما (49 ـ 44 ق.م)، من أعظم القادة العسكريين في تاريخ الغرب، عمل علي جعل روما مركزاً لإمبراطورية امتدت عبر أوروبا. كما اشتهر قيصر خطيباً وكاتباً. ولد جايوس يوليوس قيصر في روما من عائلة أرستقراطية عريقة من أسر الأشراف لكن ميوله كانت ديمقراطية. واهتم تدريجياً بالشئون العامة، وتدرج في المناصب العامة حيث انتخب لوظيفة المحتسب في عام 65 ق.م، وفي عام 62 ق.م أصبح قاضياً، وفي عام 60 ق.م، تحالف قيصر مع ماركوس ليسينيوس كراسوس، وغينيوس بومبي، في أول حلف ثلاثي له سلطة كبيرة في روما. بدأ يوليوس قيصر نشاطه السياسي بمناوأة مجلس الشيوخ ومناصرة العامة. وأخذ يتقدم الصفوف حتى آلت إليه الزعامة، وتولى القنصلية عام 95 ق.م.

قام بحملته الشهيرة في بلاد الغال وهي فرنسا ففتحها في ما بين عام 58 وعام 50 ق.م، وهي الحملة التي أظهرت عبقريته العسكرية ووضعته في عداد القادة العسكريين العظام في التاريخ. وكانت دورة قنصليته تنتهي في مارس 49 ق.م، وشعر بومبي بخطر قيصر فتحالف مع المحافظين، وصمم خصوم قيصر علي انهاء سلطته في الموعد القانوني ليصبح مواطناً عادياً يمكن محاسبته علي تصرفاته الماضية بينما أراد يوليوس قيصر ترشيح نفسه ثانية، وعندما فشلت المفاوضات بينه وبين مجلس الشيوخ طلب إليه المجلس تسريح جيشه، وإلا اعتبر خارجاً علي القانون، فاجتاز نهر روبيكون عام 49 ق.م متحديا أمر المجلس وبذلك اندلعت الحرب الأهلية الرومانية، وقد استسلمت قوات بومبي، كما هرب المحافظون معه، ونصب قيصر نفسه حاكماً وسيداً لإيطاليا، وقابل جيش بومبي في اليونان حيث هزم قوات بومبي وتبعه إلي مصر وهناك التقي قيصر بكليوباترا وعاشرها معاشرة الأزواج، واتفقا علي أن يعلنا زواجهما رسمياً بعد المناداة بقيصر ملكاً علي في روما، وقبل أن يعود إلي روما كسب حرباً هناك لتنصيب كليوباترا حاكماً علي مصر، وفي مايو 47 ق.م غادر قيصر مصر، وانتصر علي ملك بونتوس، وعاد إلي روما، ثم توجه تواً إلي شمالي أفريقيا، حيث هزم قوات خصومه عام 46 ق.م، وذهب إلي أسبانيا حيث أحرز آخر انتصاراته، في مارس عام 45 ق.م، وفي أواخر الصيف عاد إلي إيطاليا، وهناك استأنف إصلاحاته، ووضع النظم التي تكفل دعم الديمقراطية، وعمل علي تحسين التقويم الروماني، ومنح الجنسية الرومانية للعديد من الناس، وأعطى الفرصة للفقراء لتحسين طريقة معيشتهم، وأسس المكتبات العامة. وقد أزعجت انتصاراته نبلاء الرومان الذين لم يروا فيه إلا طاغية يتطلع لتنصيب نفسه ملكاً، ولذلك قاد كاسيوس وبروتوس جماعة من الارستقراطيين في مؤامرة لقتل قيصر، وفي 15 مارس عام 44 ق.م طعنوا قيصر لدى دخوله إلي اجتماع لمجلس الشيوخ، فترك الدولة الرومانية فريسة لحرب أهلية جديدة. بقيت أعمال يوليوس قيصر مثاراً للجدل بين الباحثين، فمنهم من يرى أنه كان انتهازياً ويسعى للسلطة، بينما يرى آخرون أنه كان يناصر الضعفاء، وكان هدفه إعادة مجد روما وسيطرتها.