وهذه الخصوصية تتمثل في طبيعة الامكانات ودرجة التطور، وطبيعة النظم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وتماثلها.

          وعليه فقد كانت حصيلة الندوتين اللتين طرقتا مجالات العمل المشترك، هو الخروج بخطة شاملة للتنمية الثقافية تحت مسمى "خطة التنمية الثقافية في دول مجلس التعاون" تتضمن ملامح عامة تتحدد في: اهداف الخطة، والمبادئ الموجهة للخطة، وشروط تحقيق الخطة، واخيرا الوسائل العاجلة لتحقيق التنمية الثقافية والتواصل الثقافي بين دول مجلس التعاون.

          وللدخول في تفاصيل تلك الملامح العامة للخطة، فانها تحمل في مضمونها اهدافا عامة تتمحور حول إغناء شخصية المواطن وتطوير البنى الفكرية والتشبع بالهوية الحضارية العربية الاسلامية، وتحويل واقع التجزئة الثقافية الراهن إلى وحدة ثقافية متكاملة، والتصدي لمحاولات الاستلاب الثقافي التي تواجهها المنطقة. فضلا عن ان هناك مبادئ توجه الخطة من بينها ان الثقافة العربية الاسلامية هي اطار التخطيط الثقافي لدول المجلس، وهي بعد اساسي في التنمية الشاملة للمجتمع، وكذلك احقية المشاركة الثقافية لكل مواطن، والتعامل مع التراث على اساس انه روح ونبع الهام وليس على اساس انه نصوص وقيود، بالاضافة إلى التحديث والحوار مع الثقافات الاخرى.

          اما شروط تحقيق الخطة، فقائمة على ان يتبنى القرار السياسي لدول المجلس الهدف الاساسي لخطط التنمية الثقافية ضمن الاهداف الاستراتيجية العامة للتنمية الشاملة، متمثلا هذا الهدف في استكمال القوانين والاسس الضرورية لتعزيز الحركة الثقافية وتسخير اجهزة التنفيذ لترسيخ القيم الثقافية المتضمنة في الخطة، على ان وسائل تحقيق الخطة

<3>