إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) نص الرسالة التي وجهها الملك الحسن الثاني الى قادة الاقطار العربية حول محادثاته مع شيمون بيريز في "ايفران"
المصدر: "يوميات ووثائق الوحدة العربية 1986، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1987، ص 672 - 673 "

         هذا، وقد كان مخطط فاس هو الاساس الوحيد للمحادثات التي جرت بيننا، وقد اثبتنا واوضحنا ان هذا المخطط يكتسي وحده في الحالة الراهنة طابع المشروعية العربية ما دامت الأمة العربية بأسرها قد تبنته. فضلاً عما يحظى به من مشروعية تكاد تكون دولية نظراً الى انه نال موافقة أكثر البلدان التي عرض عليها.

         ولم يكن في امكاننا، بوصفنا الرئيس الحالي للقمة العربية أن نشارك في اي محادثات مهما كان نوعها إلا اذا كان ذلك على اساس مخطط فاس الذي انعقد عليه اجماع العرب، كما ان المشروعية التي نستمدها من صفتنا تلك لا تسمح لنا بأن نقوم بأكثر من شرح وجهة النظر العربية واستطلاع ما يضمره الخصم، وهذا ما حملنا على أن نؤكد بوضوح أن المحادثات لا يمكن ان تكون الا استطلاعية ولن تكتسي بحال من الأحوال طابع المفاوضات بالمعنى الحقيقي لهذه الكلمة. ولا شك في ان طابع المحادثات الاستطلاعي واجراءها على اسس معينة وفي نطاق محدد بوضوح سيحولان دون اخراجها عن اطارها وتأويلها على غير حقيقتها.

         لقد عرضنا وشرحنا مخطط فاس وبسطنا عناصره واحداً واحداً. واستفرغنا المجهود في اقامة البرهان على سداده، واصغينا الى ما ادلى به الطرف الاسرائيلي من شروح وما بسطه من آراء.

         وقد اخترنا ان يقتصر دورنا على ذلك، ورفض عن قصد ان نبحث عن اتفاق مهما كان نوعه، لأن عملاً من هذا القبيل يجب ان يكون موضوع مفاوضات مباشرة يتم القيام بها وفقاً للإجراءات والشروط التي تحددها جميع الاطراف التي يهمها أو يعنيها الأمر مباشرة.

         وقد حملنا على قبول هذا اللقاء الذي طالما اشتدت الرغبة فيه بواعث متنوعة تبدو لنا وجيهة:

         أ - ان قبول الطرف الاسرائيلي الشروط التي فرضناها لإجراء المحادثات لن يضعف الموقف العربي في شيء، بل من شأنه - على ما بدا لنا - ان يقويه ويدعمه،

<2>