إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



(تابع) نص الرسالة التي وجهها الملك الحسن الثاني الى قادة الاقطار العربية حول محادثاته مع شيمون بيريز في "ايفران"
المصدر: "يوميات ووثائق الوحدة العربية 1986، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1987، 672 - 673"

         ب - ان مخطط فاس الذي تطلّب إعداده وقبوله من لدى الجميع جهوداً لا يستهان بها قد مضى عليه اليوم ما يقرب من اربع سنين، ويخشى - اذا لم يقع تحريكه - ان يفقد كل حيوية ويصبح وثيقة يحتفظ بها من جملة مستندات التاريخ،

         ج - هناك سبب آخر بدا لنا مهماً وحاسماً اكثر من كل ما سبق ويتمثل في الحالة التي توجد عليها اليوم الأمة العربية.

         إن العالم العربي لم يسبق له طوال تاريخه أن واجه اختلافات بلغت من الخطورة ما بلغته الاختلافات التي هو عليها الآن، وذلك لسبب بسيط يكمن في أنه انجز على الصعيد السياسي الى منزلق كان من قبل عبارة عن تأويلات تكتسي كثيراً أو قليلاً طابعاً أصولياً بالنسبة الى دينه الذي هو الاسلام.

         لقد وقعت الأمة العربية في الفخ المكشوف الذي نصب لها - ويا للأسف - وسيظل منصوباً لها طوال سنين لا يعلم عددها الا الله وحتى نتمكن من مواجهة هذه الحالة وما قد يكون لها من عواقب بالغة الخطورة لا بداية لها ولا نهاية، ظهر لنا ان نقدم على عملية إنقاذ جماعية وان نسعى لايقاظ الضمير والوعي للعمل في سبيل الخلاص، وذلك بوضع النزاع العربي الاسرائيلي في المقام اللائق به بالنظر الى ما يكتسبه من اهمية بالغة وأولوية مطلقة بالقياس الى غيره من المشاكل، لأن الأمر هنا لا يتعلق فقط بمأساة الأرض التي اغتصبت منا، ولكن - وفوق ذلك - بمأساة اخواننا العرب الذين يتعرضون يوماً بعد يوم، منذ ما يقرب من ثلاثة أجيال الى اقتلاعهم من جذورهم العريقة ومن ثم الى محو شخصيتهم في الحاضر والمستقبل.

وتفضلوا بقبول سامي تقديرنا

حرر بالقصر الملكي بإفران في 21 ذي القعدة 1406 الموافق 28 يوليو 1986.

الحسن الثاني
ملك المغرب


<3>