( تابع ) بيان مشترك صادر عن اجتماعات الرؤساء بومدين والسادات والقذافي في الجزائر

          واتفقوا في هذا الصدد على ضرورة اتخاذ تدابير عملية ووسائل فعالة في نطاق خطة للتحرير محددة الأهداف تكون أساساً لعمل عربي منسق يضمن استعادة الأراضي العربية ويكفل للثورة الفلسطينية مواصلة نضالها المظفر ويحقق مطامح شعبها في حياة حرة كريمة.

          ونظرا لطبيعة التحديات الاستعمارية المتعددة التي يتعرض لها الوطن العربي فإن الأمة العربية كلها عليها حتما إن تخوض معركة قومية طويلة بكل أشكالها المختلفة، تطرح فيها قوتها الذاتية وتجند فيها الطاقات وتسخر فيه الإمكانيات وتستحث فيها تعبئة شعبية شاملة، الأمر الذي يؤدي إلى تحقيق الأهداف السامية للشعوب العربية في مسيرتها نحو التحرر والتقدم ونحو الوحدة العربية الشاملة، التي تعتبر ضرورة حتمية لقوة هذه الأمة مما يؤدي إلى إحباط المخططات الاستعمارية التي تستهدف بسط النفوذ الأجنبي على الوطن العربي.

          وحيث أن العدو الإسرائيلي بتأييد من الصهيونية وحلفائها في العالم، وبعد فشل كل محاولات إيجاد حل لمشكلة قضية احتلال فلسطين واحتلال الأراضي العربية الأخرى وإصراره على الاستمرار في احتلال الأرض وإقامة استعمار استيطاني في أجزائها، فإن معركة تحرير الأرض تصبح حتمية وواجبا مقدسا يستلزم التضحيات وتضافر القوة العربية بكل ما لديها من إمكانيات ووسائل.

          وفي هذا الصدد فإن الرؤساء الثلاثة يقررون تعبئة كل الطاقات وتجنيد الإمكانيات لخوض المعركة الحتمية المصيرية. ويعلنون عن يقينهم بأن القوة الذاتية للأمة العربية عندما تلقى بكل ثقلها في المعركة لقادرة على مواجهة أعدائها والتغلب على مخططاتهم العدوانية وتحقيق النصر لشعوبها.

          وإذ يرى الرؤساء الثلاثة أن كفاح الشعب الفلسطيني يمثل عاملاً أساسياً في كفاح الأمة العربية يعتقدون بأن دعم المقاومة الفلسطينية ممثلة في منظمة التحرير واجب قومي ومسئولية تقع على عاتق الجميع، واتفقوا في هذا الشأن على تمكينها بكل ما من شأنه أن يعزز كفاحها التحريري، كما يؤكدون اقتناعهم بأن توحيد صفوف المقاومة الفلسطينية هو الضمان الأساسي لحماية مسيرتها من مؤامرة التصفية التي تتعرض لها.

          ويعرب الرؤساء الثلاثة عن اقتناعهم بأن المجهودات التي تبذل على مستوى الوطن العربي مغربه ومشرقه في البناء والتشييد والتعاون والتكامل تعتبر خطوات أساسية ترمي إلى نفس الهدف وهو تحقيق وحدة الأمة العربية ورخائها وازدهارها.

          وتدارس الرؤساء الثلاثة الوضع الراهن في حوض البحر الأبيض المتوسط وأكدوا أيمانهم بأن استمرار العدوان الإسرائيلي يشكل أخطر أسباب التوتر في منطقة الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط،

<2>