( تابع ) بيان مشترك صادر عن اجتماعات الرؤساء بومدين والسادات والقذافي في الجزائر

         وإذ يؤكدون مساندتهم التامة للكفاح العادل الذي تخوضه هذه الشعوب وتضامنهم مع جمهورية فيتنام الديمقراطية يرون بأن إعادة السلم لهذه الربوع مرهون بانسحاب القوات المعتدية والمتحالفة وتمكين شعوب المنطقة من ممارسة حقها في تقرير مصيرها ومستقبلها بحرية.

         وبخصوص سياسة عدم الانحياز جدد الرؤساء الثلاثة تعلق بلدانهم بمبادئ عدم الانحياز، ويرون بأن التطورات التي استجدت في الموقف الدولي العام ينبغي أن تكون محل اهتمام ودراسة من قبل دول عدم الانحياز، وهو ما يتطلب منها تنسيق جهودها وتوحيد خططها للعمل على إزالة عوامل التوتر وخاصة القواعد الأجنبية والأحلاف العسكرية وسياسة مناطق النفوذ وهو ما يؤهلها للقيام بدورها كاملاً تجاه مختلف القضايا والمشاكل الدولية الأمر الذي يعطي لمبادرة مؤتمرات بلجراد والقاهرة ولوزاكا حيوية وفعالية في الحياة الدولية.

         وقد عبر الرؤساء الثلاثة عن ارتياحهم للنتائج التي أسفرت عنها المحادثات ويؤكدون رغبتهم في مواصلة هذه اللقاءات سعياً وراء خلق فرص جديدة للتعاون بين بلدانهم وتوطيد أواصر الأخوة والتضامن القائمة بين شعوبهم وتعزيز كفاح الأمة العربية ومسيرتها التحررية.

         وفي هذا الصدد اتفق الرؤساء الثلاثة على إجراء مشاورات واتصالات دورية على مستوى القمة، وكافة المستويات بغرض متابعة كل ما يطرأ من تطور في الوطن العربي وتنسيق المواقف والجهود في الكفاح المشترك ضد الصهيونية والإمبريالية وبالنسبة لمختلف القضايا والمشاكل الدولية الأخرى.

         هذا وقد عبر سيادة الرئيس محمد أنور السادات، وسيادة الرئيس معمر القذافي باسم الوفدين المرافقين لسيادتهما عن إعجابهما وتقديرهما للجهود والمنجزات التي حققتها الثورة الجزائرية في مجال التشييد الوطني والبناء والتقدم. كما عبرا سيادتهما والوفدان المرافقان عن الشكر العميق للحفاوة البالغة والاستقبالات الأخوية الحارة التي قوبلوا بها في الجزائر الشقيقة رئيساً وحكومة وشعباً والتي كانت أروع تعبير لما يكنه الشعب الجزائري لشقيقيه المصري والليبي من مشاعر صادقة وأخوة أصيلة.

         وبهذه المناسبة أعربوا أيضا عن تمنياتهم للشعب الجزائري بالتقدم المطرد والازدهار تحت القيادة الرشيدة للسيد الرئيس هواري بومدين.

<4>