إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

   



تصريح للناطق الرسمي الأردني حول تعبئة القوات المسلحة الأردنية
المصدر:" الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1973، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 9، ط 1، ص 360 - 361"

تصريح الناطق الرسمي الأردني حول تعبئة القوات المسلحة الأردنية.

عمان، 13/ 10/ 1973

 

(الدستور، عمان، 14/ 10/ 1973)

         مع اندلاع الحرب المفاجىء، فقد عبئت كافة طاقات المملكة الأردنية الهاشية وقدراتها في كافة المجالات، بسرعة ودقة وإحكام، تحت الاشراف المباشر لجلالة الملك المعظم القائد الأعلى القوات المسلحة.

         وأخذت التشكيلات العسكرية مواقعها، ووضعت على الأرض بإشراف جلالته، الذي بدأ الاتصالات لغرض متابعة الموقف والتنسيق مع كل من سيادة الرئيس محمد أنور السادات، رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة، وسيادة الرئيس الفريق حافظ الأسد، رئيس الجمهورية العربية السورية الشقيقة.

         وكان كل ما تم ويتم لا ينبع فقط ويصدر عن اعتبارات الأخوة العربية والمصلحة المشتركة، وانما عن كون المملكة الاردنية الهاشمية قلب القضية المتصلة بها بأعمق وأقوى الروابط، وهو وطن القضية وأسرتها وأهلها مثلما أنه واجهة المواجهة على اطول واخطر الخطوط. ولقد انبرت القوات المسلحة الاردنية، فور مفاجأتها باندلاع الحرب، إلى تأمين الواجبات العسكرية الخطيرة التالية:
         أولا - حماية ميسرة الجبهة السورية، ومنع العدو من القيام بأخطر عملية عسكرية متوقعة باحتلال المرتفعات المحاذية لتلك الجبهة والمرتفعات السورية في الجولان، وتكوين محور متقدم يهدد كل من في تلك الجبهة بحركة التفافية، مثلما يهدد من الخلف كل المواقع والدفاعات الاردنية والوضع الاستراتيجي الاردني بالكامل.

         ثانياً - وبتواجدها المكثف على طول خط المواجهة، فقد حققت قواتنا المسلحة تثبيت اكبر حجم من التشكيلات المعادية في مواجهتها تخفيفاً للضغط على الجبهة الشقيقة. وانبرت قواتنا المسلحة، من بعد، لمواجهة كل الاحتمالات ولمراقبتها وأداء الواجب في كل الظروف. الا انه، ونتيجة لمجريات وتطورات الموقف في جبهة سورية الشقيقة ومقتضياتها، ووفاء لذكرى الشهداء من الرعيل الأول الذي انبرى للدفاع عن الارض المقدسة ومن أجل حريتها ووحدتها وسلامة أراضيها، وتكريساً لوحدة الدم العربي والايمان بوحدة المصير واداء الواجب، فقد اخذت القيادة العليا قرارها بأداء واجب اضافي بتحريك مجموعة من خيرة تشكيلاتها العسكرية الى الارض السورية العربية التالية لاداء واجبها العسكري في المعركة القائمة دفاعاً عن تلك الارض المفداة.

         وستستميت قواتنا المسلحة، وبكل طاقاتها، للدفاع عن كل ترابنا الطاهر المقدس وعن الخط الطويل الذي تتثبت عليه، مدركة خطورة هذه اللحظة التاريخية. وأنها، بذلك، لا تدافع عن نفسها فقط، وانما تشكل الواجهة الامامية الواقية لقلب الوطن العربي ولاقدس مقدسات الاسلام.


<1>