إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



(تابع) بيان القيادة القطرية لحزب البعث العربى ومجلس قيادة الثورة العراقي حول اشتراك العراق في الحرب
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1973، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 9، ط 1، ص 409 - 410"

القتال، رفعوا عالياً اسم امتهم وكرامتها، فتحية اجلال لهم، وهنيئاً لهم بما نالوه من فخر ومجد.

         ايها المواطنون،
         يا جماهير الامة العربية،
         ان توقف القتال لا يعني ان المقاتلين العرب قد هزموا في المعركة، او انهم لم يبلوا فيها بلاء حسناً. فلقد اثبتت المعركة بشكل قاطع، انهم قادرون على الاستمرار، وقادرون على تحقيق النصر الحاسم لو تهيأت لذلك المستلزمات التي هي من مسؤولية القيادات السياسية والعسكرية العليا.

         واذا كان القتال قد توقف الآن، فإننا نلمس لمس اليقين ان المقاتلين العرب الشجعان، الذين استبسلوا في البر والبحر والجو، قد بنوا، بشجاعتهم وصبرهم وكفاءتهم، اصلب قاعدة للنصر في المستقبل، وغسلوا بدمائهم عار الهزيمة الشائنة، واثبتوا انهم جديرون بتاريخهم المجيد، فتحية لهم من الامة على ما بذلوه من أجل شرفها وكرامتها ومستقبلها.

         يا جماهير الامة العربية،
         ان مستلزمات النصر في معركة التحرير ضد العدو الامبريالي والصهيوني، ليست مجهولة. فلقد شخصتها الجماهير وقواها الثورية منذ زمن بعيد، ودعت الى توفيرها بكل قوة، فالمعركة التي تحقق هدف التحرير الحاسم هي المعركة التي تحشد لها طاقات الامة، والتي تبنى في سبيلها الجبهات الداخلية على اساس رصين، والتي تستخدم فيها كل اسلحة الامة العسكرية، والبشرية، والاقتصادية، على اوسع نطاق وبشكل صادق وجاد، والتي تحتل فيها المقاومة الفلسطينية دورها النضالي الطليعي. وهي المعركة الطويلة الصعبة، والتي تتطلب صبراً لا حدود له وتضحيات لا حدود لها. وعندما لا تتوفر كل هذه الشروط والمستلزمات بشكل جاد وحقيقي، فلا بد ان تقف المعركة عند هذا المنعطف او ذاك، وهذا ما كان محسوباً ومتوقعاً. كما ان الظروف والمؤثرات الدولية لم تكن مفاجأة لاحد، فهي الاخرى معروفة ومتوقعة ايضاً. فتجربتنا في النضال ضد العدو الصهيوني، وفي توضيح قضيتنا للعالم وكسب تأييده لنا فيها، ليست بنت اليوم، وانما هي تجربة تمتد عبر اكبر من ربع قرن من الزمن. ولقد كانت تلك التجربة كافية لتدل الجميع، ومنذ البداية، على مدى ما يمكن ان تسفر عنه المستلزمات التي وفروها للمعركة من نتائج.

         تحية للمقاتلين العرب الشجعان وللجماهير العربية المناضلة فيما اكدوه من حقائق عن القدرة على خوض النضال، وتحمل اعبائه، والسير على طريق النصر. وتحية لجنودنا الشجعان العائدين من ساحة الشرف والطامحين الى العودة الى معركة التحرير من جديد.

         وتحية لجماهير شعبنا، وللاحزاب والقوى الوطنية والقومية التقدمية، ولجبهتها المناضلة التي امدت جبهة القتال بكل ما تحتاجه من إسناد، وجسدت الوحدة الوطنية، وكانت ظهيراً قوياً للجنود المقاتلين في ساحة المعركة. والى امام.


<2>