إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



(تابع) التقرير الذي أقره المؤتمر القطري الثامن لحزب البعث في العراق عن حرب أكتوبر
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1974، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 10، ط 1، ص 11 - 19"

اميركا وتتخذه كحجة للضغط على اسرائيل.

         8 - ان الاتحاد السوفياتي الذي كان له، اثناء الحرب، دور اساسي في احداث المنطقة، والذي كان له دور اساسي حتى اعلان قرار مجلس الامن رقم 338 ووقف اطلاق النار، بدأ يشعر ان مقدرات الحل باتت في يد الامبريالية الاميركية، وبخاصة بعد اتجاه الحكومة المصرية الفاضح للتعاون مع اميركا وطلب التسوية منها من الناحية العملية.
         وليس من المتوقع أن يقف الاتحاد السوفياتي مكتوف الايدي ازاء مثل هذا التطور الخطير، ومن المتوقع أن يمارس سياسات ويتخذ مواقف لمواجهته بشكل او بآخر، مما يضيف الى الموقف تعقيدات جديدة، ويضع عقبة اخرى امام سياسات الانظمة واتجاهها نحو التسوية الاميركية والرجعية. وان " التشدد " الذي نتوقعه في موقف الاتحاد السوفياتي، يتمثل في عدم اعطائه الغطاء او المبررات المطلوبة للانظمة العربية في التسوية السلمية التي تنشدهـا، ويتركها وحدها تتحمل مسؤولية القرارات التي تتخذها بهذا الشأن، اذا ما استمرت تلك الانظمة تدير المفاوضات مباشرة مع اميركا.

         9 - ان هناك قيادات في حركة المقاومة الفلسطينية تسير باتجاه القبول بالحلول المطروحة، بشرط اقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وغزة، تكون هذه القيادات على رأسها. وبرغم اندفاع هذه القيادات في هذا الاتجاه، فانه يقابل مجابهة من اطراف اخرى في المقاومة ومن قواعدها المقاتلة، كما يخلق حالة بلبلة في اوساط واسعة فيها تؤخر، من الناحية العملية، تحرك هذه القيادات. وفي الوقت نفسه، فان الاردن يعارض هذا الاتجاه بقوة، وتعارضه اسرائيل ايضاً التي أعلنت - اكثر من مرة - أنها لا توافق على ان تقوم بينها وبين العراق اكثر من دولة واحدة هي الاردن.
         وتشكل هذه المسألة احدى النقاط المتفجرة في الموقف كله، وليس هناك حتى الآن، ما يشير الى حل لها بسهولة.

         10 - ان الطبيعة التوسعية للكيان الصهيوني لا تسمح، من حيث الاساس، بـ "تسوية"، تحول دون التوسع في المستقبل. ومن الناحية العملية، وبرغم ما تحصل عليه اميركا من ضمانات في المنطقة بصدد مصالحها، فانها لن تقف امام نزعة التوسع الاسرائيلي المستقبلية، وخاصة مع ادراكها ان المنطقة العربية حافلة بالمتغيرات. فاذا توفرت، في الوقت الراهن، ظروف يمكن ان تشجع اميركا على تسوية الازمة الناشئة عن الاحتلال الاسرائيلى، بشكل يرضي الانظمة، على ما في هذا الاحتمال من مصاعب سبق ذكرها، فانها لا يمكن ان تطمئن الى مستقبل مصالحها فيها. وتضيف هذه الحقيقة تعقيداً آخر الى الموقف، وتشكل احدى العقبات الاساسية امام التوصل الى تسوية يمكن للانظمة ان تقبل بها وتبررها امام الجماهير والامة.

         11 - وفي جميع الاحوال، وعبر المسيرة الطويلة والمعقدة والحافلة بالازمات والتوترات التي تتطلبها عملية الوصول الى تسوية، فان المنطقة تبقى عرضة لمتغيرات كثيرة، متوقعة ومفاجئة. فالمنطقة العربية هي منطقة متغيرات، ويمكن لاي تطور جديد في اي جانب من جوانب الموقف، أن يغير الصورة الراهنة تغييراً مهماً وربما جوهرياً. ويتطلب ذلك، الاستعداد الكامل، والسعي إلى دراسة اي تغيير يطرأ على الموقف وتحليله تحليلا صائباً، واستنباط الاستنتاجات والمواقف الثورية الصحيحة منه.


<9>