إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



( تابع ) بيان القيادة القومية والقيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا حول زيارة الرئيس السادات المزمعة لإسرائيل
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية 1977، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 13، ط 1، ص 433 - 434 "

الرئيس السادات، بسبب اصرار الرئيس المصري على متابعة تنفيذ ما أعلن عنه، وعلى مسئوليتة الشخصية، متحملا بذلك، امام التاريخ والأمة العربية، تبعات هذه الخطوة ومسؤوليتها.

          أيها الأخوة المواطنون،

          يا جماهير امتنا العربية،

          ان قرار رئيس الجمهورية مصر العربية، وإصراره على القيام بزيارة إسرائيل، يعتبر ضربة موجعة ومؤلمة للأمة العربية، وخروجا على إرادتها، وتفتيتا لتماسك اقطارها. كما يعتبر أيضا، وفي الوقت ذاته، إساءة بالغة لمصر العربية، وللشهداء الذين قدمهم شعب مصر الأبي في صراعه الطويل للعدو الصهيوني وبنيته التوسعية العنصرية.

          والجمهورية العربية السورية، التي أحزنها وآلمها قرار الرئيس السادات، تعتقد ان زيارة إسرائيل ستعطي العدو الصهيوني من المكاسب ما عجز عن تحقيقه خلال الأعوام الثلاثين المنصرمة، ورغم جميع ما قام به من حروب عدوانية ضد العرب، وان الأمة العربية التي ترى في الصراع ضد الوجود الصهيوني في فلسطين صراعا تحرريا قوميا، لن تغفر لأي مسؤول عربي يقدم على أية خطوة تساهم في ترسيخ العدوان، وتؤكد استمراريتة، وتسبغ الشرعية على احتلاله للأرض العربية.

          أيها المواطنون،

          لقد عكفت الجمهورية العربية السورية، بجميع مؤسساتها القيادية، خلال الأيام الماضية التي تلت إعلان الرئيس السادات عزمه على الذهاب الى إسرائيل، على دراسة هذا الوضع الجديد، ومتابعة تطوراته باهتمام وقلق بالغين، وجرت دراسة شاملة للوضع، من جميع جوانبه، في اجتماعات قيادتي حزب البعث العربي الاشتراكي القومية والقطرية، وفي القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية، وفي مجلس وزراء الجمهورية العربية السورية، وكان هناك أمل في أن نستطيع اقناع الرئيس السادات بالإقلاع عن فكرته. غير ان هذا الأمل قد قضى عليه الرئيس السادات خلال زيارته لدمشق، وبدا واضحا اليوم ان قراره بالذهاب الى إسرائيل مؤكد.

          ان الجمهورية العربية السورية تعتقد انه ليس من حق اي فرد في الوطن العربي، مهما كانت صفته، ان يتخذ اي قرار في القضايا القومية المصيرية من شأنه ان يسيء الى مجمل القضية، ويعطي العدو المكاسب التي يطمع في تحقيقها. كما تعتقد سورية أنه ليس من حق أي حاكم عربي ان يتخذ مثل هذه الخطوة التي تمس وجود الأمة العربية ومستقبلها وشرفها.

          وانطلاقا من الحرص على وحدة القضية العربية، والالتزام بالمسؤولية القومية تجاه شعبنا وامتنا، تعلن القيادتان القومية والقطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي، والقيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية، حكومة الجمهورية العربية السورية، تعلن سورية العربية

<2>