إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



( تابع ) بيان مجلس الوزراء الأردني حول زيارة الرئيس السادات المزمعة لإسرائيل والانقسام في الموقف العربي الناتج عنها
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية 1977، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت مج 13، ط 1، ص 447 "

عن مواجهتها على كل صعيد بجرأة وتصميم. ففي التفرد أضعاف للصف العربي، كما ان السلبية تكريس للاحتلال، وتمكين له محليا ودوليا، وفي كليهما عواقب وخيمة تتعدى الدول لتصيب بآثارها شعب فلسطين والأمة العربية جمعاء.

          ان المملكة الأردنية الهاشمية، ومن منطلق شعورها بمسؤوليتها القومية كدولة مواجهة، وبحكم ارتباطها الوثيق، منذ البداية، بقضية الكفاح العربي من أجل الحق العربي الفلسطيني، لتهيب بالأمة العربية في الظرف الراهن الدقيق، ان تتبصر في ردود فعلها تجاه المبادرة المصرية وتجاه مستقبل العلاقات العربية. فان أعظم خطر يمكن ان تتعرض له القضية العربية، ومفهوم الأمة العربية الواحدة، يجيء من ان تقع فريسة الصراعات الداخلية، والتمزق، والفرقة، نتيجة الانفعال والتسرع في اتخاذ المواقف العاطفية السلبية. كما ان المملكة الأردنية الهاشمية تهيب بكل الدول العربية الشقيقة، وبخاصة الأطراف العربية المسؤولة، بأن تتجنب تكريس اي من الآثار السلبية التي قد تنتج عن التطورات الأخيرة، وان تحول دون تبادل الحملات الجارحة الماسة بالكرامة، وان تمنع تفاقم الانقسام في الصف العربي أو تعميقه، وان تسعى لاحتواء الخلافات، والعمل من جديد لبناء موقف عربي موحد، قائم على الحوار الإيجابي والجهد المشترك.

          وان هذا الموقف المسؤول لا تفرضه واجبات الحس القومي، ومسؤوليات المرحلة الصعبة فحسب بل تفرضه أيضا متطلبات المعركة الطويلة المستمرة التي لن تنتهي قريبا، من أجل حل كريم لقضيتنا، وسلام عادل شريف، ومستقبل خير واعد للأمة العربية جمعاء.


<2>