إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



البيان السياسي حول قيام دولة الوحدة ما بين مصر وليبيا

البيان السياسي حول قيام الوحدة ما بين جمهورية مصر العربية
والجمهورية العربية الليبية
الاهرام، القاهرة: 30 أغسطس 1973

         فى هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ الأمة العربية المجاهدة ووسط استعداد الشعب العربي كله لمواجهة قوى الاستعمار والصهيونية المتربصة به والرجعية المتآمرة عليه، تقف قوى الثورة العربية مزودة بالإيمان بالله  تعالى ورسالات أنبيائه، مؤمنة بالدور الإنسانى والحضاري الذي تحمله للعالم لتعلن ميلاد دولة عربية موحدة جديدة، دولة تؤكد استمرار الثورة العربية وتدعم من مبادئها، وتشد كل طاقتها من أجل معركتها الكبيرة على طريق تحرير الأرض واستعادة الحق وبناء الدولة العصرية القومية.

         إن قضية الوحدة لم تعد قضية اختيار لشكل سياسى أفضل من غيره، بل صارت حياة وبقاء فى عصر تفنى فيه الكيانات الصغيرة أمام الكتل المتصارعة الكبيرة. وقد أكد تاريخ وطننا العربي أن أقطاره لم تستطع في خلال التجزئة أن تبنى نفسها داخليا أو تحمي استقلالها في مواجهة موجات الغزو والاستعمار، بينما استطاعت في ظل الوحدة أن تفعل ذلك كله، ويؤكد حاضر الأمة العربية هذه الحقيقة التاريخية، ويفسر التآمر الذي تتعرض له الأمة منذ فجرت ثورة 23 يوليه تيار الوحدة العربية من جديد.

         إن كل وحدة تتحقق اليوم بين بلدين عربيين أو أكثر في إطار مبادئ الثورة العربية تشكل انتصاراً لتلك الثورة وحماية لمبادئها وضماناً لاستمرارها، كما تشكل بالتالي خطوة نحو تحرير الأرض العربية واستعادة فلسطين، بل وخطوة على طريق الإسراع بالتنمية وبناء الدولة العربية العصرية.

         ولقد جاء إعلان بني غازي في 23 من جمادى الآخرة 1392 هـ الموافق 2 أغسطس 1972م، والإعلان الصادر في طرابلس في 15 شعبان 1392هـ الموافق 18 ديسمبر 1972م، جاء هذان الإعلانان تجسيداً لأمل الثورة العربية في الوحدة، ومنذ صدورهما ألقت على عاتق الشعب العربي في البلدين وعلى قياداته مسئولية العمل الدائب لتحقيق الوحدة الكاملة.

         واليوم وبعد عام من الدراسة والبحث والحوار المتصل الذي شاركت فيه كافة المؤسسات والتنظيمات الجماهيرية في البلدين حول كل ما يؤدي إلى قيام الوحدة ويضمن نجاحها واستمرارها، حانت الساعة الحاسمة وتعين أن ينفذ الإجراء الفوري المرتقب لقيام دولة الوحدة.

         ولاشك أن الشعب العربي في مصر وليبيا قد ترسخ بعد هذا العام إيمانه وتعمق إدراكه للمعنى الكبير الذي يعنيه قيام دولة الوحدة، وللأمل الذي تمثله للشعب العربي كله. فهي بقيامها في هذه الظروف الصعبة

<1>