مؤتمر فلسطين - (تابع) خطاب كميل بك شمعون (الجمهورية اللبنانية) بتاريخ 12 سبتمبر 1946
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى علم 1949 وزارة الارشاد القومي، ج 1، ص 812 - 818"

المسئوليات التى حملتها حكومة صاحب الجلالة نفسها - وذلك عند تفسير هذه المراسلات أمام سكان هذه البلاد كنتيجة لهذه المراسلات".

       "وبينما يعمل على تسهيل الهجرة اليهودية واستقراراليهود يجب ضمان عناصر السكان الأخرى ومركزهم وعدم احداث ما يؤثر فيها".

       وان الوفد اللبنانى - ليدرك تمام الادراك أن ليس ثمة ما يمكن عمله الآن لاقامة نظام الحكم القومي في فلسطين أو البلوغ بهذا الاستقلال المستوى الذى بلغته البلاد العربية الأخرى التى تربطها بها روابط الدم والتقاليد الثقافية واللغوية المشتركة، والوفد يعلم أن ما حدث من أن فلسطين لم تحقق حريتها لا يرجع الى أى تأخر يتصف به سكانها أو نقص في مستواهم العقلي أو الاجتماعي اذا ما قورنوا بالبلاد المستقلة الأخرى بل لهذا السيل المنظم الذى لا ينقطع من المهاجرين الذين صممو على احالة فلسطين دولة يهودية والذين يهددون بوجودهم بعدد ضخم دائم التزايد آمال فلسطين ووحدتها القومية.

       والوفد يلاحظ بأسف مماثل أن الحكومة البريطانية لم تنفذ من كتابها الأبيض الذي نشرته في مايو سنة 1939 وحددت به سياستها في فلسطين الا هذا الجانب الذي يساعد الهجرة اليهودية وأهملت الالتزامات التى أخذتها على نفسها للسكان العرب والاقتراحات الحالية من الناحية الأخرى التى تقسم فلسطين تقسيما مبتسرا الى مناطق أربع والتى تسمح بدخول أعدادا كبيرة من اليهود وجواز استمرار الهجرة في المستقبل هي بمثابة انكار لكل هذه الالتزامات ونقض للانتداب الذى تقوم الحكومة البريطانية بمزاولة سلطتها فى ظله.

       ونحن لا نرى في هذا وجهة نظر غاية في الضيق فقط بالنسبة للمسألة الفلسطينية وانما عجز فاضح عن تفهم حقوق السكان العرب وآمالهم من الناحيتين الوطنية الاقتصادية على السواء. فان عرب فلسطين ينظرون للمحافظة على

<3>