إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



مؤتمر فلسطين- خطاب الأمير عادل ارسلان (الجمهورية السورية) بتاريخ 12 سبتمبر 1946
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الإرشاد القومي، ج 1، ص830 -832 "

خطاب الأمير عادل ارسلان.
( الجمهورية السورية)(*)
ألقي في مؤتمر فلسطين بلندن
بتاريخ 12 سبتمبر سنة 1946

       أود أن أقرر للمستر بيفن أن خطابه بالامس ذو أهمية عظمى فى نظرنا لأنه أشار فيه الى النقطة التي يجب ان تلتقي فيها المساعي بين شعبينا. لا شك أن هذا المؤتمر يهيئ لنا أحسن الفرص لنوضح لحكومة جلالة الملك وبالأخص رجال الدولة المسئولين عن توجيه سياستها الخارجية، ان الوقت قد حان لوضع أسس متينة للسياسة التى يجب أن ينتهجها كل فريق منا نحو الآخر ويدعمها.

        و بصفتى عضوا من أعضاء الحكومة السورية أرى لزاما علي أن أحث على الاعتراف بأهمية النقطة التالية.

       سوريا - ذلك البلد الذى اختبر فيه التعاون الانجليزى العربى بشكل لا يقبل الشك أثناء الحربين العالميتين- تشعر بالحاجة الماسة لهذه الدعامة المتينة للتعاون السياسى، فسوريا كباقى أخواتها من البلاد العربية تنشد صداقة بريطانيا الحقة الكاملة، بيد أنها تتوقع من الجانب البريطانى استعدادا مماثلا لمقابلة هذا الشعور الخالص من جانب الشعوب العربية بمثله.

        لم تمنع الحرب العالمية الاولى وقوع الثانية وسوف لا تمنع الثانية وقوع الثالثة فان أمم العالم قد وصلت الآن الى درجة من النضوج السياسى لا تسمح بأن تتحكم عواطف الشفقة فى مراميها لأن هذه المرامى تقع تحت تأثير وحكم الحقوق الطبيعية والمصالح القومية، فعلى ذلك أرى أن الواجب يدعونا أن نكون صريحين مع أصدقائنا ونود أن نجلى لهم أن السياسة التى تتبع الآن فى فلسطين سواء أكانت خارجية أو داخلية مفعمة بالأخطار لدرجة قد وضعت الدول العربية فى مركز عسير للغاية ازاء شعوبها وبالأخص شباب النشء الجديد. فعناصر هذا النشء على تباينه قد أصبحت الآن على اتصال مستمر فيما بينها فى كافة البلاد العربية ولن تلبث أن تتولى زمام الشئون التشريعية والتنفيذية فى كثير من هذه البلاد. وانا لنخشى تقلد هذه القوة الجديدة مقاليد الحكم قبل أن نصل الى اتفاق مع الحكومة البريطانية على أساس سياسة عادلة قويمة تضمن تعاوننا المطرد. فاتباع الحكومة البريطانية سياسة متناقضة فى فلسطين ورجاؤها الصادق للدول العربية فى مساعدتها للخروج من هذا المأزق مبرر غير واف فى نظر العرب وخاصة النشء الجديد للاستمرار فى سياسة خطرة على نزاهتهم وشرفهم القومى.

       وانا لنعلم تمام العلم بأنه لم يطلب الى أمة فى الارض غير الأمة العربية بأن تضحى بحقوقها وشرفها وأرواح أبنائها فى سبيل شعب مبغوض من أغلب من عاش بينهم فى جميع أنحاء العالم.


(*) "الوثائق الرئيسية في قضية فلسطين" - جامعة الدول العربية   

<1>