إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



مؤتمر فلسطين- (تابع) خطاب الأمير عادل ارسلان (الجمهورية السورية) بتاريخ 12 سبتمبر 1946
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الإرشاد القومي، ج 1، ص830 - 832"

       لقد حمى العرب اليهود فى الماضى وها بريطانيا تحميهم الآن ولكن لن نتمكن نحن ولا أنتم من الحصول على دليل بالاعتراف بالجميل من هؤلاء اليهود. أليس من المستغرب أن هؤلاء القوم الذين قيل لنا عنهم إنهم تعرضوا لاضطهادات فظيعة فى رومانيا وألمانيا وبولندة لم يستعملوا أسلحتهم وقنابلهم ضد مضطهديهم وأنهم يستعملونها ضد من يحميهم.؟

       اذا كان هذا سلوك هؤلاء القوم فى فلسطين مع وجود قوات بريطانية كبيرة فكيف يعيشون فى سلام مع جيرانهم اذا تولوا زمام الحكم أو أعطيت لهم السلطة في إقليم من الأقاليم. فمن يكون اذن المسئول عن أعمالهم وقتئذ؟ أهم بمفردهم أم الدولة التى سمحت لهم بتسليح أنفسهم ومكنتهم من أن يجلبوا الى فلسطين بطرق مشروعة وغير مشروعة الآلاف من أقوى وخير شبابهم المدرب؟..

        والواقع أنه اذا نظر الانسان الى فلسطين فى حالتها الحاضرة فانه يكاد يفشل فى ايجاد سبيل للتفاؤل أو لأى أمل فى السلام الذى ترغب فيه الدول العربية والحكومة البريطانية رغبة صادقة.

       وهنا أود أن يسمح لى المستر بيفن بتوجيه نظره الى حقيقة ثابتة وهى أن السياسة المتبعة فى فلسطين الآن ستؤدى فيما يتعلق بحفظ السلام الى عكس النتائج المنتظرة تماما، لان فلسطين أو سوريا الجنوبية أقرب الى سوريا من بلجيكا الى المملكة المتحدة. وكما ان بريطانيا قد خاضت غمار حربين عالميتين لانها اعتبرت احتلال بلجيكا وهولندا وفرنسا بدولة معادية كتهديد لكيانها القومى كذلك تشعر سوريا نحو وجود شعب أجنبى منتشر فى سوريا الجنوبية.

       ومن الامور التى تحرج مركز حكوماتنا ازاء شعوبنا هى التمييز فى المعاملة بين اليهود والعرب فى فلسطين. فبينما نرى أنه علاوة على الآلاف العديدة التى قتلت من رجال العرب ما بين 1936- 1939 قد شنق 185 عربيا لمجرد حملهم سلاحا أو ذخيرة، بينما نرى أن المجرمين اليهود الذين يزهقون أرواح الأبرياء بالقنابل والديناميت ويقطعون ويعطلون وسائل المواصلات وغيرها من المصالح العمومية مما يؤدى الى قتل كبار الضباط وكذلك النساء والأطفال يعاملون بلطف واعتبار. ومسألة أخرى تلوح غريبة هى أن البحرية البريطانية الجبارة بعد أن سادت جميع البحار وأجبرت الغواصات الألمانية على الاختباء نجدها عاجزة الآن عن منع بضعة سفن من جلب مهاجرين غير شرعيين الى فلسطين.

       ومما هو أدعى الى القلق أسلوب رجال السياسة الرسميين الاعتذارى فى محاولاتهم لجمع الأسلحة غير المشروعة من اليهود. والظاهر الآن أن ما سيجمع منهم هو أسلحة الهجوم وليس أسلحة الدفاع، ولكن أنى لنا أن نميز بين هذين السلاحين فى حوزة جيش غير شرعى.

       وأما بخصوص محطة الاذاعة اليهودية السرية فرغما عن صغر حجم فلسطين فقد عجز جهاز الرادار عن تعيين موضعها ولا تزال تذيع الأوامر الى الارهابيين اليهود.

       ويحتوى خطاب المستر بيفن على بعض نقط أرى ألا مندوحة من الاجابة عليها فقد قال ان اليهود فى الواقع هم الآن فى فلسطين وان وجودهم لا يمكن انكاره، فاذا خطونا

<2>