إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



بعد معاهدة سنة 1936
3 - قطع المفاوضات - تابع (3) خطاب رئيس مجلس وزراء مصر أمام مجلس الأمن في 13 أغسطس 1947

"وزارة الخارجية المصرية القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955 ص 553 - 573"

       اختلاف الروايتين المصرية والبريطانية عن حوادث الاحتلال:

       وكان طبيعيا أن تختلف الروايتان المصرية والبريطانية عن حوادث خمسين عاما مضت أو ستين، ذلك أن الرجل الذي ينظر من خلال فتحة بندقية محشوة لا يمكن أن يرى ما يراه الرجل الذي يضع أصبعه على زناد تلك البندقية ولست أظن أن نقطة واحدة من النقط التاريخية التي أدلى بها السير ألكسندر كادوجان يصعب علي تفنيدها، ولست في حاجة، لتفنيدها، إلى أن الجأ لغير المصادر البريطانية ذاتها كالمجلدات السنوية لمجلة الشؤون الدولية التي يصدرها المعهد الملكي في لندن.

       الاستشهاد بالمؤلفات التاريخية:

       كما أستطيع إذا لزم الأمر أن أستشهد بمؤلفات مؤرخين من غير الإنجليز - ككتاب تاريخ أوروبا السياسي لبورجوا - ومع ذلك فإنني على يقين يا سيدي الرئيس من أن مجلس الأمن سيتطرق إليه الملل إذا واصلت الجدل التاريخي، فليس المطلوب منكم أن تصدروا حكما على الحوداث المتتابعة التي استغلها البريطانيون للتغلغل في الشئون المصرية والتي حملوا أنفسهم بسببها عبء القيام بتلك الواجبات الإنسانية التي نصبوا أنفسهم حماة لها والتي برروا بها سلوك ذلك الطريق الذي يضفون عليه الآن صفة الاستعمار المنشئ للأمم.

       ولا شك في أنه يرضي ضمائركم أن تكون الكلمة الأخيرة في هذا النقاش لثقات المؤرخين - إن الكتب حتى المدرسية منها في كل البلدان تقريبا لتتضمن حكما للمؤرخين هو في صالح مصر.

       الغرض من الشواهد التاريخية:

       لن يستهويني ما في تصحيح الأخطاء الفاحشة التي وردت في بيان ممثل المملكة المتحدة يوم الإثنين الماضي من إغراء.

       ولن أثقل عليم بتفصيلات أخرى عن الضغط البريطاني الذي أرغم مصر على الخروج من السودان خلال الإثنى عشر عاما من سنة 1884 إلى سنة 1896.

       وأن أستغل سعة صدركم بتلاوة الإحصائيات الصحيحة فيما يتعلق بعدد الضحايا المصريين في الحملة السودانية من سنة 1896 إلى سنة 1898 فهذه ليست إلا مثل من الأمثلة التي لا أريد أن أثقل عليكم بسردها. وأود أن أذكركم بأن الغرض من جميع شواهدي التاريخية هو أن أضع أمامكم صورة صحيحة لتاريخ النزاع الحالي، فإن هذا التاريخ هو الذي يجعل المصريين يشعرون شعورا عميقا بما لحقهم من ضيم في موقفهم الحاضر.

<18>