إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



بعد معاهدة سنة 1936
3 - قطع المفاوضات - تابع (3) خطاب رئيس مجلس وزراء مصر أمام مجلس الأمن في 13 أغسطس 1947

"وزارة الخارجية المصرية القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955 ص 553 - 573"

       إنجلترا تحاول إخفاء أقذار الاستعمار:

       وتاريخ هذا النزاع يفضي إلى أحداث لا تغني معها النوايا السلمية للحكومة المصرية، وهو تاريخ لم يعرض له أصلا بيان السير ألكسندر كادوجان بل لقد حاول في بيانه أن يخفي أقذار الاستعمار بألوان الطلاء، والواقع أنه أغفل ذلك إغفالا تاما، وهو بهذا قد أثبت عجزه عن مواجهة جوهر القضية في صميمها.

التدخل البريطاني يدق إسفينا بين شعبي الوادي:

       فإذا أضيف هذا الحادث إلى الحوادث الجارية، فإنه يؤيد حجتنا القائلة بأن التدخل البريطاني يدق إسفينا بين شعبي الوادي ويعزل أحدهما عن الآخر. على أنه يجب علي ألا أفيض في الكلام علي ما بين وجهتي نظرنا من خلاف، وألا أبسط الآن مرة أخرى المسائل الجوهرية في هذه القضية، وهي المسائل التي رأى السير ألكسندر كادوجان من الملائم أن يتجاهلها.

المسائل التي تتجاهلها بريطانيا

       1 - أثر معاهدة سنة 1936 في مطالب مصر:

       2 - الخطر الحقيقي الموجود الآن الذي يهدّد السلم والأمن:

       وتتلخص هذه المسائل في أمرين: الأول أثر معاهدة سنة 1936 في مطالب مصر، والثاني الخطر الحقيقي الموجود الآن الذي يهدد السلم والأمن. ولقد قدم مندوب المملكة المتحدة معاهدة سنة 1936 إليكم بوصفها سدا يقوم في وجه مطالبنا وحثكم على إعلان صحتها على هذا الحسبان. وقد حللت هذه المعاهدة يوم الاثنين الماضي فبينت، مادة بعد مادة، أن أحكامها استنفدت الغرض منها، ودللت على أن بعض هذه الأحكام أصبح الآن من نافلة القول. وذكرت أن أحكاما أخرى - ومنها التدابير الخاصة بتسوية المنازعات وهي جوهرية بالنسبة إلى مصر - لم يعد في الإمكان تنفيذها لأنها تمنح سلطة الفصل في الأمور لهيئة لم يعد لها وجود هي مجلس عصبة الأمم - توصي بإجراءات نص عليها في ميثاق هيئة دولية زالت الآن من الوجود، وأعنى بها دستور عصبة الأمم.

       فإذا نظرنا إلى معاهدة 1936 في مجموعها رأينا أنها تحوي بين طياتها مواد كثيرة عقيمة فقدت صلاحيتها بوصفها أساسا للعلاقات الإنجليزية المصرية. فالضمان الذي وضعته لمصر قد تبخر وتلاشى.

       على أنه قد بذلت جهود للخلاص من هذه النتيجة فيما يتصل بأحكام المعاهدة التي تقضي بعقد تحالف شاذ غير طبيعي، واحتلال عسكري خطر، واستمرار قيام الإدارة الانفصالية في السودان.

<19>