إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



بعد معاهدة سنة 1936
3 - قطع المفاوضات - تابع (3) خطاب رئيس وزراء مصر أمام مجلس الأمن في 22 أغسطس 1947

"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 573 - 577"

         مصر تعمل على صيانة السلام:

         يا سيدي الرئيس، هل لي أن أذكركم أننا قد صنا السلام طوال تلك الشهور والسنين العصيبة مذ وضعت الحرب أوزارها، وأننا سنبذل كل ما في جهدنا في سبيل المحافظة على السلام.

         ولكن إذا وافق مجلس الأمن على مشروع القرار المعروض عليه فإن قراره لن يساعدنا على بلوغ هذه الغاية.

         اقتراح استئناف المفاوضات المباشرة:

         أما فيما يختص باقتراح استئناف المفاوضات المباشرة، فإن بعض أعضاء مجلس الأمن قد علقوا عليه آمالا عذابا، ولكنهم لم يحفلوا كثيرا بالسياسة الغشوم الملحة التي التزمها البريطانيون في كل معاملاتهم مع مصر، وإنا لا نسلم - ونحن نعيش في منتصف القرن العشرين - بأن احتلال بريطانيا لبلادنا منذ خمسة وستين عاما يخوّل لها مركزا أو امتيازا خاصا في الوقت الحاضر، ومازالت شرور الاحتلال الأولى باقية ونحن نرفض الاعتراف بأي حق يدعيه البريطانيون ترتيبا على هذا الاحتلال.

         وليس في نيتنا بأية حال أن نسلم بشرعية اغتصاب الإنجليز لبلادنا سنة 1882، و إني لا أعتقد أن مجلس الأمن يريد أن يدفعنا إلى هذا، اللهم إلا إذا كنت قد أخطأت الحكم على الروح التي تسود هذا المجلس.

         الاحتمالات التي تكتنف الموقف:

         سيدي الرئيس، لقد تحدثت بمثل هذه الحرية لأنني لا أريد أن أخفي عليكم ما يكتنف هذا الموقف من احتمالات نتعرض لها من جراء هذا الاقتراح المعروض عليكم، فهو لا يضمن نجاح المفاوضات المستأنفة، ذلك أن المناقشات التي دارت أمامكم قد أبانت أن البريطانيين يدأبون على معالجة مشاكلنا بأسلوب القرن التاسع عشر، وهم يصرون على اتخاذ موقف يمكنهم من الضغط علينا لبلوغ أطماعهم. كما أن القرار لا يزيل الخطر القائم الذي يهدد السلم، وإذا وافقتم على هذا القرار فقد أحجمتم عن معالجة وجوه الحق في هذا النزاع، وقد يضطرنا ذلك إلى أن نعيد عرضه عليكم، وستمضي الحكومة المصرية في طريقها وفقا لمبادئ الميثاق، وهي مازالت تؤمن أن هذه المبادئ لا بد أن تسود.


<5>