إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



3 - نص خطاب الدكتور/ محمد صلاح الدين (باشا) وزير الخارجية ورئيس وفد مصر لدى الدورة السادسة
للجمعية العامة للأمم المتحدة الذي ألقاه أمام الجمعية العامة في باريس يوم 16 نوفمبر 1951
"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 693 - 703"

3 - نص خطاب حضرة الدكتور محمد صلاح الدين (باشا) وزير الخارجية
ورئيس وفد مصر لدى الدورة السادسة للجمعية العامة للأمم المتحدة الذي ألقاه أمام
الجمعية العامة فى باريس يوم 16 نوفمبر 1951


          سيدي الرئيس:

          فى هذه المناقشات العامة يدلى كل واحد منا بعد زميله بدلوه ليلقى بعض الضوء على أحوال السلم ومصائره وعلى مستقبل رخاء الشعوب التى يمثلها.

          وأنا لا أتردد فى الإعراب عن ثقتى بأن قادة العالم يحاولون مخلصين أن يخدموا قضية السلام والرفاهية ويوطدوا دعائمها. ومع ذلك أشك فى أنهم قد اختاروا لمحاولاتهم هذه أحسن السبل وأقربها إلى بلوغ الهدف السامى الذى هو هدفهم وهدف الإنسانية جمعاء.

          إننا لا نزال أبعد ما نكون عن الاتفاق على تنظيم التسلح ومراقبته وفقا لما نص عليه الميثاق، وقد كانت النتيجة زيادة هائلة فى أعباء عالم طحنته الأعباء دون أن يلوح أى أمل فى وضع حد لهذا التسابق الجنوني فى التسلح الذى ينكب الاقتصاد العالمى بأشد الأضرار، والذى أصبح مصدرا للقلق المتزايد والاضطراب المتواصل بين شعوب الأمم المتحدة وشعوب العالم قاطبة.

          من أجل هذا ترحب الحكومة المصرية بكل اقتراح عملى أو جهد إنشائى يرمى إلى تنفيذ نصوص الميثاق فى هذا الشأن وإلى تطبيق حكم المادة السادسة والعشرين من الميثاق بشأن إقامة السلم والأمن الدولى وتوطيدهما ووضع الخطط اللازمة لتنظيم التسلح.

          كذلك نجد أنفسنا أبعد ما نكون عن إخراج مبادئ الأمم المتحدة وأغراضها إلى حيز التنفيذ، بأن نضفى عليها هذه القوة المعنوية والمادية التى نص عليها الميثاق لتستطيع الأمم المتحدة النهوض بتبعاتها، وضمان السيادة بحكم القانون فى العلاقات الدولية.

          على أنى لا أزال أرجو أن تحاول الأمم المتحدة محاولة أخرى بل محاولات كثيرة متتالية، حتى تهتدى إلى السبيل السوى المؤدى إلى حفظ السلم وتوطيده.

          ومن الخير أن يستفاد فى هذا الشأن بقرار "الاتحاد لأجل السلام" الذى أصدرته الجمعية العامة فى دورتها الماضية. فهو قرار يهدف إلى إقامة مناطق للقوة وتهيئة الوسائل الضرورية لصد العدوان واتقاء خطره.

          وإنى لعلى يقين من أن أعضاء الأمم المتحدة جميعا. ومن ورائهم مئات الملايين من البشر الذين نمثلهم هنا. يشاطروننى الشعور بخيبة الأمل لأن روح الميثاق ونصوصه لا تزال حتى الآن غير مطبقة تماما، ولأن قرار"الاتحاد لأجل السلم"لا يزال مجرد قرار.

<1>