خطاب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية (الشقيري) في اجتماع لجنة الممثلين الشخصيين للملوك والرؤساء العرب
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 إلى 1969، وزارة الارشاد القومي، ج 2، ص 1443- 1474"

خطاب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية
(الشقيرى) فى اجتماع لجنة الممثلين
الشخصيين للملوك والرؤساء العرب^(*)
27 يونيو سنة 1966

السيد الرئيس.. حضرات الاخوان المحترمين:

          يحسن صنعا السيد الأمين العام، اذ يصدر تقريره على الدوام بموضوع دعم التضامن العربى، لأن التضامن العربى فى الواقع هو الأساس القوى المتين للعمل العربى الموحد، وهو الأساس الذى قامت عليه مؤتمرات القمة العربية، فاذا لم يكن هناك تضامن عربى، فلا يمكن أن نتوقع قيام عمل عربى موحد، ولا ان نتوقع لمؤتمرات القمة العربية أن تكون مؤتمرات قمة فعلا: قمة فى جديتها، قمة فى قراراتها، قمة فى تنفيذ هذه القرارات.

          ان مؤتمرات القمة لم يفكر فيها أصلا لتكون مجرد اجتماعات تصدر عنها قرارات، ثم تقرأها الأمة العربية وتبحث فيما بعد عن جديتها ومدى تنفيذها، فلا تجد من ذلك الا القليل.

          ولهذا فان منظمة التحرير الفلسطينية تشكر للسيد الأمين العام أن صدر تقريره هذا، كما صدر تقاريره السابقة، بموضوع التضامن العربى، لأنه هو مفتاح التضامن العربى، ولأنه اذا لم يكن هناك تضامن عربى فلا ترى فائدة من اجتماع الملوك والرؤساء، ولا من اجتماع لجنة المتابعة، ولا من أى اجتماع عربى. فاذا خلت الاجتماعات العربية حتى على صعيد الجامعة العربية الذى سبق مؤتمرات القمة.. اذا خلت هذه الاجتماعات من التضامن العربى، كان كل تجمع عربى قائما على الرمل، لا أساس له ولا يؤدى الى نتيجة، وليس من شأنه أن يكون موضع احترام وتقدير، لا من الأمة العربية ولا من العالم.

          وهذا يسوقنى الى القول بأن التضامن العربى ليس سلبيا، ذلك ان المعانى فى التضامن العربى هى معان ايجابية وليست معانى سلبية.

          لقد وقع الملوك والرؤساء فى الدار البيضاء وثيقة عرفت بوثيقة التضامن العربى والواقع ان هذه الوثيقة قد تكون جديدة فى صيغتها، وانما هى فى معانيها قديمة قدم المحاولة الأولى للأمة العربية، فى أن تجمع طاقاتها من أجل العمل العربى الموحد. ولكن أهمية هذه الوثيقة التى وقعها الملوك والرؤساء انها وضعت الملوك والرؤساء

        (*) من مطبوعات منظمة التحرير الفلسطينية

<1>