إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) خطاب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية (الشقيري) في اجتماع لجنة الممثلين الشخصيين للملوك والرؤساء العرب
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 إلى 1969، وزارة الارشاد القومي، ج 2، ص 1443- 1474"

خدمة القضايا العربية وقضية فلسطين. ويوم يسقط هذا التضامن، حينئذ لا تنفع التصريحات التى صدرت من الملوك أو الخطب من الرؤساء، فى خدمة القضايا العربية وفى تحرير فلسطين.

          لذلك أرى أن العبارة التى وردت فى أول تقرير الأمين العام، عبارة خطيرة يجب أن تثير اهتمامنا وتثير انتباهنا. ورجائى، باسم منظمة التحرير الفلسطينية، أن ترفعوا الى حكوماتكم والى الملوك والرؤساء، هذه الصورة التى وضعها أمامكم السيد الأمين العام فى أول تقريره حيث يقول:

          "يواجه التضامن العربى فى مرحلته الحالية أزمة عصيبة تهدد الجبهة العربية بالانقسام، كما تهدد سياسة القمة ووحدة العمل المقررة فيها".

          اذن نحن أمام انذار من السيد الأمين العام موجه لنا ومن خلفنا، الى حكوماتنا والى الملوك والرؤساء، بأننا نواجه أزمة عصيبة تهددنا بالانقسام وبهذا القدر من الانذار أرجو أن نعطى الاهتمام الكافى لوضع التضامن العربى كما نراه ونحسه فى الوقت الحاضر بين الدول العربية.

          ان منظمة التحرير الفلسطينية حينما تتحدث فى هذا الموضوع، لا تنطلق فقط من زاوية القضية الفلسطينية فى حدودها الضيقة.. أبدا.. القضية الفلسطينية جزء من القضية العربية، وكل خلاف بين دولتين عربيتين ينعكس بالنتيجة على القضية الفلسطينية وعلى شعب فلسطين، وعلى منظمة التحرير الفلسطينية، ولذلك فان منظمة التحرير الفلسطينية تتحدث عن حق وعن مسئولية كبيرة فى التضامن العربى، لا بالنسبة الى خلافها مع الأردن، ولكن أيضا بالنسبة للتضامن العربى ككل، وبقدر ما ينعكس على القضية الفلسطينية.

          فى هذا التقرير سمعنا الاشارة الى الخلاف القائم بين الجزائر والمغرب وقد حذف هذا الجزء من التقرير، ولكنى أقول هذه الكلمة لأنتقل منها الى الاستنتاج بأنه على أهمية هذا الخلاف، فانه يظل ثانويا جدا وبعيدا عن معركة التحرير وعن قضية فلسطين. وهناك كلام حول الخلاف بين الجمهورية العربية المتحدة والمملكة السعودية وعلى أهمية هذا الخلاف، وهو يتصل بأمور كبيرة، ولكنى أقول بالنتيجة ان هذا ينعكس على قضية فلسطين وعلى تحرير فلسطين. ولكن الخلاف بين الاردن ومنظمة التحرير الفلسطينية أشد خطورة من كل الخلافات القائمة المرصودة الآن فى تقرير السيد الأمين العام.

          لذلك أرجو أن توجهوا اهتمامكم اليه باعتبار انه خطر بالمقام الأول وبالدرجة الأولى لسببين:

السبب الأول- انه يتصل بقضية فلسطين مباشرة.

السبب الثانى- ان الاردن بوضعه الجغرافى- وهذه ليست مصادفة تاريخية ولا جغرافية- يحتل بالنسبة الى اسرائيل خطوطا من الهدنة طولها 650 كيلو مترا.

          ومن ناحية أخرى، فان الشعب الفلسطينى موجود فى الاردن، وأنا أريد أن أتوسع فى مفهوم المنظمة والشعب، واعتبر ان الشعب فى الاردن كله هو شعب التحرير، وان الأرض فى الأردن هى ميدان التحرير.

<3>