إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) خطاب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية (الشقيري) في اجتماع لجنة الممثلين الشخصيين للملوك والرؤساء العرب
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 الى 1969، وزارة الارشاد القومى، ج 2، ص 1443- 1474"

لهجومية "سكاى هوك" تصل سرعتها الى مدى الف ميل، لموازنة السلاح السوفييتى فى المنطقة. ان الملك حسين ملك عربى، وأنا لا أقبل كعربى لملك عربى أن يقف هذا الموقف موقف الولايات المتحدة الامريكية، وهو من أعمدة مؤتمر القمة. ونحن لا نريد أن نعود الى الأعمدة المنهارة، فتنهار بعض أعمدتنا عمودا وراء عمود لماذا نهاجم روسيا؟ ان روسيا بعد سنة 1952 تطورت سياستها فى الامم المتحدة بالنسبة لقضية فلسطين، ومنذ ذلك الوقت وهى تؤيد القضية الفلسطينية وقد استعملت حق "الفيتو" فى مجلس الامن لصالح الامة العربية وكرامتها.

          الاتحاد السوفييتى هو الذى منع المشروعات الامريكية للصلح أو المفاوضة مع اسرائيل. وفى خلال الخمس عشرة سنة الماضية قدمت امريكا مباشرة أو غير مباشرة، عدة مشروعات الى الامم المتحدة للصلح مع اسرائيل، وكان الاتحاد السوفييتى ينقذنا فى آخر لحظة، ولولاه لوجدتم أنفسكم أمام عدة قرارات تدعونا الى الصلح مع اسرائيل.

          ان الاتحاد السوفييتى يقف سدا كبيرا أمام الهجرة اليهودية الطاغية من أوربا الشرقية الى اسرائيل، حيث يوجد ما يقرب من ثلاثة أو أربعة ملايين يهودى. وتحمل الصهيونية وكذلك الولايات المتحدة الامريكية على الاتحاد السوفييتى لانه يمنع هجرة اليهود الى اسرائيل، فى الخمس عشرة سنة الاخيرة كان يحتمل ان نكون أمام خطر هجرة ثلاثة ملايين يهودى الى اسرائيل لولا الاتحاد السوفييتى.

          ان الاتحاد السوفييتى قدم لنا الاسلحة التى تمكننا من الدفاع فى هذه المرحلة، بل والتى تهيئنا للانتقال من مرحلة الدفاع الى مرحلة الهجوم ولقد اشرت فيما سبق الى البيانات الرسمية المشتركة التى صدرت من عدد من الدول العربية والاتحاد السوفييتى، وكلها تؤيد قضية فلسطين. واخيرا اجتمع رئيس منظمة التحرير الفلسطينية مع الرئيس كوسيجين فى قصر القبة عندما زار القاهرة وتحدث معه عن القضية الفلسطينية. ولم يكن سهلا أو ميسورا أن يستقبل رئيس وزراء الاتحاد السوفييتى رئيس منظمة التحرير الفلسطينية لما وراء ذلك من مدلولات سياسية. بعد كل هذا يأتى الملك حسين ويسب الاتحاد السوفييتى ويهاجمه، ولا يقول الملك كلمة واحدة عن أمريكا بالنسبة لصفقة الاسلحة الاخيرة لاسرائيل بل بالعكس يدافع عن الاستعمار الغربى ويبرئه من كارثة فلسطين ويحملها على الصهيونية.

          اذا كان جلالته لا يريد أن يهاجم أمريكا- وأنا قد أجد مبررا ألا يهاجمها لانه يأخذ نصف ميزانيته منها - فهل من مبرر ان يهاجم الاتحاد السوفييتى والصين الشعبية؟

          ان الصين الشعبية منذ أيام باندونج وهى تؤيد قضية فلسطين وقد استقبلت وفد منظمة التحرير الفلسطينية استقبالا شعبيا ضخما وصدر بيان مشترك من المنظمة والصين الشعبية وقعه "شواين لاى" واعترفت فيه الصين بحق الشعب الفلسطينى بالكفاح فى تحرير بلده، تماما كموقف الامة العربية.

          ان الصين الشعبية لا تعترف باسرائيل، وترفض الاعتراف بها، ومنطقها فى قضية فلسطين كمنطق الدول العربية تماما. الصين كلامها وسياستها كلام أى عربى فى هذا الموضوع. لقد ارسلت الصين الشعبية لمنظمة التحرير الفلسطينية أسلحة

<31>