إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



(تابع) خطاب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية (الشقيري) في اجتماع لجنة الممثلين الشخصيين للملوك والرؤساء العرب
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 الى 1969، وزارة الارشاد القومى، ج 2، ص 1443- 1474"

خفيفة ومتوسطة، الصين الشعبية تدرب على ارضها أبناء فلسطين على حروب التحرير.

          ما الداعى لان يهاجم الملك حسين الذى يعتبر قضية فلسطين قضيته الاولى الصين الشعبية؟ كان ينبغى عليه ان يشكرها وان يشكر رئيس منظمة التحرير الفلسطينية لانه استطاع ان يحصل على هذه المكاسب الكبيرة من الصين الشعبية بدلا من أن يحمل عليها. ان حالتنا مع الغرب فى خراب وآخرها الموقف المشين الذى بدا من الولايات المتحدة الامريكية فى نيويورك أمام جلالة الملك فيصل. ولو كان فيصل يزور الاتحاد السوفييتى وهناك ثلاثة ملايين يهودى لما وقع هذا الموقف المشين أمامه، هذه اهانة لأحد ملوكنا، هذه الاهانة موجهة للامة العربية كلها، ان الديموقراطية السخيفة فى الولايات المتحدة هى التى منعت ان يستقبل الملك. وهذا دليل نضيفه الى الف دليل ودليل على انه ليس بيننا وبين السياسة الغربية أمل فى اللقاء. قد تكون هناك علاقات مجاملة أو شيء من هذا القبيل ولكن لا أمل لنا مع الغرب بالنسبة لقضية فلسطين منذ خمسين سنة حتى الآن.

          ففى الحرب الاولى، انشأ وعد بلفور. وفى الحرب الثانية، انشأ اسرائيل. والان نحن أمام الخطر الكبير الذى يضع اسرائيل أمام العالم العربى كله وجها لوجه، وكل سياسة الغرب على مدى خمسين سنة هى سياسة عدائية للامة العربية.

          ان الحادث الذى جرى مع الملك فيصل، هو آخر الدلائل على انه لا يمكن ان تكون هناك نقط التقاء مع الغرب. وقد تكون هناك علاقات مجاملة، ولكن بالنسبة لقضية فلسطين لن يكون هناك لقاء بيننا وبين الولايات المتحدة أو بريطانيا. فاذا كانت لدى الملك حسين ظروف تمنعه الا يتحامل على امريكا بالنسبة لصفقة الاسلحة الامريكية لاسرائيل، فمن التخريب للقضية الفلسطينية أن نهاجم الاتحاد السوفييتى.

          انا لا ادافع عن الاتحاد السوفييتى، أو الصين، ولكن أقول انه ليس بيننا وبين الغرب سياسة عامرة. فهذا الكلام الذى يقوله الملك حسين يخرب بالنسبة لقضية فلسطين جسورا كبرى بنيت بالعرق والسهر مع دول المعسكر الاشتراكى فاذا هدمت هذه الجسور، فكأننا فعلنا كما يقول المثل "مصيفين الغور".


 

<32>