إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) تكملة خطاب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية في الجلسة الثانية للجنة الممثلين الشخصيين لملوك ورؤساء العرب
"ملف وثائق فلسطين عام 1950 الى 1969، وزارة الارشاد القومي، ج 2، ص 1477- 1495"

الفاحشة واننى عميل الخ... وكلكم تعلمون أننى انسان مستور الحال أعيش بلا مرتب من المنظمة ومفروض أنه من حقى أن أحصل على مرتب ولكن هدانى الله بألا آخذ مرتبا، كما أننى أعيش فى شقة رخيصة وأدفع الضرائب شأنى شأن أى مواطن، ومنذ خمسة أيام جاء لى مندوب مصلحة الضرائب وحاسبنى على الضريبة المستحقة على فسددتها له، ولم أطلب من جمال عبد الناصر أو من حسن صبرى الخولى أن يعفيانى من أداء الضريبة أو يوفرا لى أى امتياز ما ومع هذا فأسمع أكاذيب وأراجيف مما يرجف به المرجفون عن رئيس منظمة التحرير.

          ان رئيس منظمة التحرير يخطئ ويصيب شأنه شأن كل انسان ولكن أمام أمانة العمل تتساقط كل هذه الاتهامات تحت أقدام رئيس منظمة التحرير.

          أن الملك كما ذكرت لكم يقول انه بنى المنظمة، والواقع أن الشعب هو الذى بنى المنظمة وواقع الأمر أن الاردن ربح من المنظمة، وأنا أدعوه الى مزيد من الربح. حقا، ان سيرة الاردن فى تحرير فلسطين سنة 1948 جعلته مضطرا لأن ينعقد المجلس الوطنى فيه، ولأول مرة يلتقى ثلاثة عشر وزيرا للخارجية، ولولا المنظمة ما أتى الى الاردن حتى ثلاثة عشر قنصلا فى أى اجتماع فى الاردن لأن سيرته معروفة خلال الكارثة الكئيبة سنة 1948. ان منظمة التحرير الفلسطينية كانت ربحا للملك وأنا لا أتكلم عن الأرباح والخسائر من أية زاوية ولكنى أرد على الكلام الذى قيل من أنهم بنوا منظمة التحرير.. ان الملك قبيل انعقاد المجلس الوطنى فى القدس ذهب الى العقبة لأنه لم يرد الاشتراك فى حفل الافتتاح، ونصح بألا يشترك فى الحفل، لأنه لو اشترك فيه لكان اعترافا منه بشعب فلسطين، وكان أولى بالملك لو لم تنشأ منظمة التحرير أن يسارع هو بانشائها. لقد قلت للملك هل ألغى موعد افتتاح المجلس الوطنى فى القدس وأعلن اجتماعه خارج الاردن؟ وهكذا ارضى الملك بحضور حفل الافتتاح.

          كلمتى الأخيرة، سيدى الرئيس، من هذا العرض الذى تقدمت به أمامكم أنا لا أطلب شيئا ولا أقدم اقتراحا ولا أقدم شكوى، وليست لى شكوى على الملك، وما عندى اقتراح أقدمه، ولا لى مطلب أبدا، فكل الذى فعلته أنما هو ايضاح لسياسة المنظمة، وموقف المنظمة من القضايا العربية العامة ومن قضية فلسطين ومن خطاب الملك الذى اعتبره حدثا، اذا لم يأت أسوأ منه، فاننى أعتبره حدث سنة 1966 نظرا لخطورته ولا يضير المنظمة أن يتخلى عنها الملك حسين وان كنا طامعين في مناصرته ومؤازرته لأن القضية محتاجة، حتى الى عربى ضرير فى الصحراء يقيم فى خيمة ويدعو الله أن ينصر فلسطين ودعاؤه مستجاب، فلا فرق بين ملك ولا مملوك، ولا كبير ولا صغير، ولكن اذا اختار لنفسه أن يتخلف فان هذا لا يضير الشعب الفلسطينى.. ان بورقيبة تخلى فى العام الماضى عن قضية فلسطين ومن ثم لا تأتى للمنظمة أموال من تونس لقد كانت تونس تدفع مبلغا ضئيلا 50.000 جنيه أو 100.000 جنيه، ويمكن للأردن أن يتخلف عن الدفع للمنظمة ولكن يمكن تعويض هذا المبلغ وضعفه من واحد من اخواننا التجار الكويتيين، كما أنه يمكن لشعب فلسطين أن يدبر نفسه ويشد الحزام.

          بناء على ما تقدم ليست لنا شكوى أو مطالب انما عرضنا موقفنا، وأمام الشعب الفلسطينى صعوبة سيذللها الشعب الفلسطينى صاحب الحق المهضوم وان الشعب

<18>