إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



( تابع ) كلمة الفريق أول محمد فوزي وزير الدفاع في الأسرى العائدين من الضباط

والاجتماعية، وبأصالته التاريخية، أمكنه أن يخرج الدخلاء منه أو يلقي في القاع بكل فكرة أو أفراد ليسوا منه، والشعب بتاعنا طول التاريخ ونتيجة لتقاليده كان يبتلع أي فئات أو أفكار دخيلة عليه ولم يكن التشكيك في يوم من الأيام وسيلة لتفتيت هذه القوة الأصيلة التي يتميز بها شعبنا فما بالكم وأنتم تقاتلون.

         يحاول العدو أن يجعلكم تشكون في هدفكم أو قادتكم أو أنفسكم. كلها أمور كان يحاول فيها نتيجة لسيطرته عليكم في فترة قليلة من الزمن وأنا واثق كل الثقة بأن المقاتل الموجود في قواتنا المسلحة، هو المؤمن بهدفه، المؤمن بقادته، المؤمن بنفسه، وواثق أن هذه الأمور تعتبر دخيلة عليه تافهة بالنسبة لقدرته وإيمانه وفى نفس الوقت شفتم إسرائيل والعدو لما مضت جماعة منكم تظهر له العين الحمراء أو لا تطيعه في العمليات اليومية اللي كنتم موجودين فيها، كنتم بتشوفوا هزته منكم إزاي باستمرار يتصف بالجبن والسلبية. بعض الجنود لم يطيعوا الحراس.

         مثل هذا الجندي أنتم شفتم الدعاية الإقليمية والعالمية جعلته بطل وهو في القتال لا يمارس القتال بحقيقته، والأصد بالمعاملة الحقيقية يبين أنه جندي مقاتل خلال المعركة التي بدأت في 5 يونيه، 3 عمليات تكتيكية فقط هي التي تمت، وتمت مجابهة بين وحدات مدرعة من قواتكم المسلحة وبين مثيلاتها من جيش إسرائيل، وفى هذه المعارك الثلاث كان النصر التكتيكي فيها لوحداتنا المدرعة، ولم يتم قتال بالمعنى المعروف على الجبهة، لكنها فيما عدا هذه العمليات الثلاث، إن كان النصر الزمنى والمحلي فيها لوحداتكم وفيكم بالطبع من حضر هذه العمليات.

         لواء مدرع يقابل لواء مدرع من العدو في عملية محدودة لم يستطع المجابهة القتالية كما تعلمون بالشكل الحقيقى. وفي الاثنين أو الثلاثة كان النصر المحلي والمطاردة تتم من الثلاث قوى المدرعة، وفيما عدا ذلك لم يحدث قتال.

         إن التطبيق العملي اللي عملناه لم يطبق بالقدر المطلوب خلال المعركة، فين الدليل الموجود على الكفاءة القتالية للجندي الإسرائيلى، إذا كان واحد منكم يستطيع أن يعطي مثلا واحدا على معركة تكتيكية تتم فيها مواجهة قتالية بين وحدتين، يقدر يتكلم ويقول فين المواجهة اللي تمت.

         النهاردة الجندي الإسرائيلي الموجود شرق القناة.. تصرفاته ومبادئه العقائدية الموجودة فيه تدلنا على أنه لا يستطيع المواجهة القتالية، بين مقاتل مصري ومقاتل إسرائيلي، وهو ينتظر الفرص الجماعية اللي تؤدي بقواته إلى النصر، إلى مكاسب فقط، ييجى يتشطر ويزيل منكم كفاءتكم وقدرتكم القتالية، إنه لا يمكن الثبات العملي على صحة ذلك، وأنتم تعرفون جميعا أن الفرد منكم يدخل المعركة وكله إيمان وليس لديه إلا أن ينتصر أو يستشهد مثل هذه المبادئ والتقاليد ليست متوفرة عند الجندي الإسرائيلى إطلاقا. إنما هو نتيجة لتقاليده المدنية، وتشبعه الديني والمادي، حريص على إنقاذ نفسه ومش عايز يموت، وبأي شكل وبأي ظرف من الظروف هذه الحقيقة ربما كل واحد فيكم لمسها بشخصه وحس بنفسه أن الجرأة القتالية ليست متوفرة

<2>