إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



( تابع ) كلمة الفريق أول محمد فوزي وزير الدفاع فى الأسرى العائدين من الضباط  

         مثل هذه الحركة السياسية التى تمت بعد المعركة أعطت القوات المسلحة فرصة أن تستكمل بناءها، وكان هذا التوقيت مرغوبا، والمظاهرات السياسية والحركة السياسية مرغوبة أيضاً لكسب زمن لإعادة بناء القوات المسلحة، وكما تعلمون كان الجيش درع الشعب، واليوم هو درع الشعب، وغدا هو درع الشعب. إن صحبة القوات المسلحة وبناءها يعطي في نفس الوقت صلابة ووحدة بين القوى العاملة في الشعب أيضاً، وبالتالي يعطي الاستقرار والأمن، وكل هذه تساوي قدرة وفاعلية القوات المسلحة في فترة البناء وأصبح المجهود الرئيسي لقواتنا المسلحة مركزا في اتجاه واحد.

         ماذا يريد منكم الشعب؟.. وماذا يريد منكم الجيش؟.

         إن الرد بسيط: وأنا قلت شئ من التحليل لظروفكم السابقة وطلعت من مخكم ومخ الجيش أنكم كنتم موجودين فى فترة ما ليس لكم فيها سيطرة على أنفسكم، وإنما هذه فترة بسيطة لا تؤثر على تاريخكم العسكري بأي شيء. وسوف تنقسمون إلى تشكيلات والثقة متوفرة بيني وبين القادة وبينكم، مما يجعل كل واحد منكم نواة ثورية عسكرية يستأنف عمله بالجدية والتطور الذي يعين قدراتنا والثقة في القتال.. انتوا عندكم خبرات لم تتأت لزملائكم، والعمل الجدي والتطور يجعلكم أكثر كفاءة.

         قالوا لكم أن الأسير لن يحارب مرة ثانية، وإننا سنستغني عنكم. لكن الرد على هذا أن الحرب بيننا وبين إسرائيل ليست حرباً كلاسيكية، إنما هي حياة أو موت، لا تنفع فيها هذه الألفاظ أبدا، وإما أن نثبت فاعليتنا كمقاتلين أو لا نتحلى بهذه الصفة على الإطلاق.  

         إن هناك شيئا لم تكونوا تلمسوه قبل المعركة، وهو أن الجيش أصبح داخل الإطار الحقيقي للدولة، أو لم يكن قبل المعركة كذلك. والشعب الآن أصبح يتابع القوات المسلحة وإمكانياتها. ويسأل عن تطوره، وهذا حقه لأنكم من بين أبنانه، ولأنه فوجئ بنتيجة المعركة الأولى.


<5>