إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



( تابع ) خطاب السيد فاروق القدومي، رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية 1977، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 13، ط 1، ص 504 - 507 "

التاريخية في التعايش المثالي بين جميع الاديان في فلسطين. كذلك اقر مجلسنا الوطني، في آذار [ مارس ] 1976، مشروعا يقضي بقبولنا اقامة دولة عربية فلسطينية مستقلة فوق التراب الوطني الفلسطيني الذي يتم تحريره بالكفاح المسلح، وقلنا اننا نقبل بذلك في اطار الشرعية الدولية ونطاق الأمم المتحدة وقرارات جمعياتها العامة.

          وليس سرا ان منظمة التحرير الفلسطينية قد دعت اكثر من مشروع تقدم به أعضاء مختلقون من بينكم الى مجلس الأمن تخدم هذا الاتجاه، ولكن للاسف كانت تخفق جميعها امام الفيتو الأميركي. وليس تقرير لجنة الثلاثة والعشرين، الذي احيل مؤخرا الى مجلس الأمن، إلا احدى تلك المحاولات التي استلهمت الضمير العالمي في محاولتها لايجاد حل عادل ومقبول ويضمن تحقيق السلام في المنطقة كما يضمن استمراره.

          ولا يفوتنا، في هذا المجال، إلا ان نعبر عن تقديرنا وشكرنا لرئيس وأعضاء اللجنة الذين يبذلون جهودا مضنية في سبيل تمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه الوطنية.

          ان الموقف الصهيوني الثابت كان ولا يزال، بدعم من حكومة الولايات المتحدة الأميركية، يرفض بديهيات الحقوق الانسانية لشعب فلسطين، فلا يعترف له بحقه بتقرير مصيره، أوحقه في عودته الى دياره وممتلكاته التى انتزعت منه بالقوة، أو حقه بممارسة سيادته واستقلاله فوق ترابه الوطني واقامة دولته المستقلة. وطبيعي ان موقف شعبنا، ومعه كل شعوب العالم، هو موقف ثابت لا يتغير، ولن تستطيع قوة في الأرض ان تفرض علينا موقفا ينتقص من هذه الحقوق المشروعة.

          سيدي الرئيس،

          السادة الاعضاء،

          على الرغم من المرارة التي يشعر بها كل مواطن فلسطيني، نتيجة لفشل المنظمة الدولية في انجاز أو تحقيق ما اتخذته من قرارات بشأن قضية فلسطين، فان شعبنا لا يزال يحمل لهذه المنظمة كل تقدير واحترام، ويحاول جهده ان يدعمها باعتبارها المجال الوحيد المؤهل لحل المشاكل الدولية وتجنيب الشعوب ويلات الحروب. ونحن نعلم، كما يعلم غيرنا، ما قد يؤول اليه الوضع الدولي فيما لو نجحت خطط العدو الصهيوني واعوانه في تقليص دور هذه المنظمة الدولية كما حدث من قبل في عصبة الأمم. ونحن نحذر من هذه المؤامرة، ونذكر الجميع بأنه في اللحظة التي تصبح فيها هذه المنظمة اداة عاجزة عن تحقيق السلام، فان شبح الحروب الباردة سيطل من جديد على آفاق كرتنا الأرضية على جهاتها الاربع. ومن هنا، ورغم كل

<2>