إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



( تابع ) خطاب السيد فاروق القدومي، رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية 1977، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 13، ط 1، ص 504 - 507 "

المرارة، نعلن اننا لن نيآس من متابعة محاولاتنا على هذا المستوى، وضمن هذا الاطار، لايجاد الحل العادل الضامن للسلام الدائم في منطقة الشرق الاوسط. كما نعلن عن استعدادنا الجاد للمشاركة في اي جهد سياسي من شأنه حل قضيتنا سلميا شرط تحقيق امانينا الوطنية التي سبق لكم ان اقريتموها وكررتم تأييدكم لها.

          إلا ان موقفنا هذا وجهودنا المستقلة واياكم لم تحل للاسف دون الجهود الانفرادية التي تحاول هذه الايام الاستغناء عن هذا المحفل الدولي ومقرراته، لفرض حلول مرفوضة من قبل جماهير شعبنا الفلسطيني وامتنا العربية وجميع اصدقائنا، لانها دون الحد الادنى مما اقره لنا العالم من حقوق.

          السيد الرئيس،

          السادة الأعضاء،

          لقد اتخذتم في هذه الجمعية، قبل ايام، قرارا هاما بشأن ازمة الشرق الاوسط  دعوتم فيه، بعد ادانة الموقف الصهيوني في قضية المستوطنات ومحاولاته الاجرامية لنهب المزيد من الأراضي العربية وتهويد المناطق الفلسطينية في الضفة الغربية، الى الاسراع في عقد مؤتمر جنيف، ومشاركة منظمة التحرير الفلسطينية في أعماله، باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني. ويشهد تقرير اللجنة الخاصة بانتهاكات اسرائيل لحقوق الانسان في الأرضي المحتلة على وحشية الاحتلال الصهيوني من حيث سياسة الضم والاستيطان، وتعذيب المعتقلين، ونسف المنازل، وطرد السكان، وتغيير المعالم العربية في الأراضي المحتلة، بهدف تكريس الاحتلال الاسرائيلي.

          وكان قد سبق هذا القرار محادثات واتصالات، وشهدت هذه القاعة مساعي حثيثة للخروج من الازمة والمضي في طريق التسوية على اسس عادلة. وكان البيان الأميركي - السوفياتي الذي صدر يوم 21 تشرين الاول [ اكتوبر ] 1977 منعطفا هاما في هذه التحركات السياسية، وقد قدرناه بايجابية واضحة بالنسبة للمؤشرات الجديدة فيه. لكن المؤسف ان الجانب الأميركي سرعان ما تراجع عن الموقف الذي التزم به في ذلك البيان نتيجة للضغوط الصهيونية، وانكفأ النشاط الايجابي على نفسه، ثم اخذ في التقهقر امام الضغوط الصهيونية والتعنت الاسرائيلي، مما ادى الى اعادة الوضع من جديد الى نقطة البداية، مما اشاع جوا من التشاؤم في المجتمع الدولي بأسره، وانعكس ذلك على الاوضاع في المنطقة.

          وبدلا من الصمود في مواجهة الموقف من قبل الولايات المتحدة الأميركية، وبدلا من تعزيز الموقف الدولي الايجابي الهادف الى اقرار تسوية شريفة تضمن الحق والسلام، فوجئنا كما فوجئتم معنا بالخطوة الدراماتيكية التي قام بها الرئيس المصري يوم 19 تشرين [ الثاني (نوفمبر) ]، في زيارته للقدس المحتلة.

          وبعيدا عما خلفته تلك الزيارة من مشاعر المرارة والاسي لدي جماهير شعبنا وامتنا العربية وجميع اصدقائنا في

<3>