إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



( تابع ) خطاب السيد فاروق القدومي، رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية 1977، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 13، ط 1، ص 504 - 507 "

لمقومات التسوية العادلة الاساسية، كفيل بأن يعيد اللحمة القومية وان يوحد الصف العربي، لانه لا سبيل للسلام في الشرق الاوسط من دون حل قضية فلسطين الحل العادل، ولا يمكن لهذا الحل ان يرى النور من دون فرضه بالقوة على العدو الصهيوني، ولا تكمن هذه القوى القادرة على تحقيق ذلك إلا في وحدة الموقف العربي وتضامن شعوب العالم معه.

          لقد جئناكم، سيدي الرئيس، منذ أربع سنوات نحمل البندقية وغصن الزيتون، وكنا في كل دورة نتقدم من خلالكم الى الرأي العام الدولي بالمبادرات السياسية الكفيلة بحل قضيتنا، وابعاد شبح الحرب عن المنطقة في الشرق الاوسط، وذلك في اطار الأمم المتحدة وقرارات جمعيتها العامة، وكنا نلقى منكم دائما الدعم والتأييد حتى عزلت اسرائيل عزلا كاملا، وانكشفت حقيقة موقفها، ولم يعد امامها غير الشجب والتنديد بهذا الجسم الدولي الموقر.

          واليوم نقف مرة اخرى لنعلن من هنا، في تواضع وحزم، بأنه مهما تقلبت الظروف وتغيرت الموازين، فليس هناك من يستطيع فرض ارادته على شعبنا، وتمرير حلول يرفضها. ولسنا في ذلك وحدنا، وخريطة الوطن العربي، بل خريطة العالم كله، تشهد امامكم على اتساع رقعة المؤيدين لنا، والداعمين لنضال شعبنا وعدالة قضيتنا ونحن في موقفنا هذا، لا ننطلق فقط من مواقع المسؤولية الفلسطينية للدفاع عن وجودنا وعن حقوقنا. دائما ننطلق كذلك من مواقع المسؤولية العربية دفاعا عن الوجود العربى، والمصير العربي، كما اننا ننطلق من مواقع المسؤولية الصادقة دفاعا عن قضية السلام التي نقدرها حق تقدير.

          سيدي الرئيس،

          السادة الأعضاء،

          بين السلام والاستسلام فرق كبير، بل تناقض اساسي. ونحن لن ندخر وسعا من اجل السلام، ولن يفوق حرصنا عليه إلا حرصنا على رفض الاستسلام مهما كان الثمن، ومهما كانت التضحيات.

          وبعد، ان شعبنا، ياسيادة الرئيس، الذى لايزال منذ ثلاثين سنة مسروق الارض والوطن والهوية، ومغتصب الحقوق الانسانية والوطنية، الرافض لحياة اللجوء والتشرد والضياع، المقاتل في سبيل حريته واقامة دولته المستقلة، يهديك ويهدي السادة اعضاء هذه الجمعية اسمى آيات التقدير، داعيا لكم بالتوفيق في مساعيكم وجهودكم المستقلة من اجل خدمة الحق والعدل والسلام.

          وشكراً.


<7>