إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



(تابع) تقرير الاحتياجات الإنسانية في العراق
مقدم من بعثة أوفدت إلى المنطقة

"الأمم المتحدة، سلسلة الكتب الزرقاء، مج 9، ص 202-204"

حتى الآن حتى على قياس أبعاد الكارثة، فضلا عن الاستجابة لنتائجها. لأنه لا يمكنها الحصول على بيانات كاملة ودقيقة. علاوة على ذلك يتوافر ما هو أقل بكثير من الحد الأدنى من الوقود الضروري لتوفير الطاقة اللازمة للحركة والنقل والري أو للمولدات اللازمة لتوفير الطاقة لضخ المياه والمجاري. وعلى سبيل المثال لا يمكن نقل الإمدادات الطبية الطارئة إلى المراكز الصحية إلا بصعوبة بالغة، وبكثير من التأخير عادة. والمعلومات المتعلقة بالاحتياجات المحلية نادرة ويستغرق الحصول عليها وقتا طويلا. ومعظم الموظفين عاجزون فعلا عن الدوام في العمل. وتقدر السلطات والنقابات العمالية أن نحو 90 في المائة من عمال الصناعة قد أصبحوا عاطلين، وسيحرمون من الدخل اعتبارا من نهاية شهر آذار/ مارس. ولا يداوم للعمل في إدارات الحكومة إلا عدد ضئيل جدا من الموظفين. وقبل الأحداث التي وقعت مؤخرا كان العراق يستورد نحو 70 في المائة من احتياجاته الغذائية. أما الآن فنتيجة للنقص في الوقود والعجز عن الاستيراد والانهيار الفعلي لنظام التوزيع فقد انخفض تدفق الأغذية من خلال القطاع الخاص إلى مستوى ضئيل للغاية مع تصاعد التكاليف بصورة كبيرة. وتجاوزت فعلا أسعار كثير من الأغذية حدود القدرة الشرائية لمعظم الأسر العراقية. والإنتاج الزراعي مميكن إلى حد بعيد، ويعتمد كثير من الأراضي على الري بضخ المياه. وإذا تأثر المحصول الأساسي في شهر حزيران/ يونيه 1991 تأثرا خطيرا بفعل الافتقار إلى الطاقة اللازمة لتشغيل الآلات وضخ المياه فإن الحالة الخطيرة فعلا ستتفاقم. وكما سنبين أدناه فإن محصول عام 1992 معرض، لمجموعة من الأسباب، لنفس القدر من الخطر على أقل تقدير. ونظرا لطبيعة مجتمع العراق ونوعية اقتصاده فإن الافتقار التام إلى الطاقة يمثل عقبة عامة أمام نجاح أي جهد حتى وإن كان جهدا ضخما قصير الأجل لتوفير الظروف الداعمة للحياة في كل مجال من مجالات الاحتياجات الإنسانية.

واو - ملاحظات
       37 -   يصف العرض الوارد أعلاه بالدقة التي استطاعت البعثة أن تتأكد منها. وباستخدام جميع المصادر ومنها ملاحظات مستقلة كثيرة من جانب البعثة، الحالة القائمة كما رأتها البعثة فيما يتعلق بالاحتياجات الإنسانية الملحة في العراق أثناء الأسبوع الموافق 10 إلى 17 آذار/ مارس، وذلك في حدود الفترة المتاحة وقيود السفر المشار إليها أعلاه. وأنا على قناعة، شأن جميع زملائي، من أنه ينبغي أن تكون هناك تعبئة كبرى ونقل للموارد لمعالجة جميع جوانب هذه الأزمة العميقة في ميادين الزراعة، والأغذية، والمياه، والمرافق الصحية، والصحة العامة. ومع ذلك، فإن الحالة تثير، بشكل حاد، مسائل أخرى. إذ سيكون من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، تلبية هذه الاحتياجات الإنسانية الفورية بدون معالجة الاحتياجات الأساسية المتعلقة بالطاقة، على أساس عاجل كذلك. إن الحاجة إلى الطاقة تعني، أساسا، واردات من النفط على سبيل الاستعجال، والاستعادة السريعة لقدرة محدودة على إنتاج النفط المكرر والكهرباء، بالإضافة إلى إمدادات أساسية من بلدان أخرى. وإلا، فلن يتسنى حفظ وتوزيع الأغذية المستوردة؛ ولا تنقية المياه؛ ولا ضخ المجاري بعيدا وتنقيتها؛ ولا يمكن ري المحاصيل؛ ولا نقل الأدوية إلى حيت تدعو الحاجة إليها؛ ولن يتسنى حتى تقييم الاحتياجات على نحو فعال. ومما لا شك فيه أن الشعب العراقي قد يواجه في القريب العاجل بكارثة محدقة أخرى يمكن أن تشمل الأوبئة والمجاعة، إذا لم يتم بسرعة تلبية الاحتياجات الضخمة من الوسائل التي تبقي على حياة البشر. ولم تبق سوى أسابيع قليلة على حلول الصيف الطويل، الذي كثيرا ما تصل فيه درجات الحرارة إلى 45 بل حتى 50 درجة مئوية (113 - 122 درجة فهرنهيت). إن الوقت المتاح قصير.


<3>