تقرير مقدم إلى الأمين العام عن الاحتياجات الإنسانية في العراق
"الأمم المتحدة، سلسلة الكتب الزرقاء، مج 9، ص 288- 294"

تقرير مقدم إلى الأمين العام مؤرخ 15 تموز/ يوليه 1991 عن الاحتياجات
الإنسانية في العراق أعدته بعثة برئاسة الأمير صدر الدين أغا خان،
المندوب التنفيذي للأمين العام لأغراض المسا عدة الإنسانية في العراق
(مقتطف)

أتشرف بأن أحيل إليكم طيه، لعناية أعضاء المجلس، تقرير البعثة المشتركة بين الوكالات التي ترأسها صدر الدين أغا خان مندوبي التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة المشترك بين الوكالات لتقديم المساعدة الإنسانية إلى العراق والكويت ومناطق الحدود العراقية التركية والعراقية الإيرانية.

        وكانت المهمة التي عهد بها إلى البعثة، التي زارت العراق في الفترة من 29 حزيران/ يونيه إلى 13 تموز/ يوليه 1991، تتمثل في تقييم الاحتياجات الراهنة من المساعدة الإنسانية والتوصية بالتدابير اللازمة لتلبية تلك الاحتياجات.

(توقيع) خافيير بيريز دي كوييار

المرفق
تقرير مقدم إلى الأمين العام بتاريخ 15 تموز/ يوليه 1991 عن الاحتياجات الإنسانية في العراق أعدته بعثة برئاسة صدر الدين أغا خان، المندوب التنفيذي للأمين العام

تصدير بقلم المندوب التنفيذي

خلفت حرب الخليج الفارسي، التي دارت رحاها خلال شهري كانون الثاني/ يناير وشباط/ فبراير 1991، مشهدا مؤلما من مشاهد المعاناة والدمار أمام أعين المجتمع الدولي. وقد تضاعفت النتائج المأساوية للنزاع، والخسائر التي لا تقدر في الأرواح، والدمار، بفعل عمليات النزوح الضخمة للسكان غير المتأهبين، وبتأثير الكوارث البيئية التي لم يسبق لها مثيل في حجمها، وكذا بفعل انهيار الهياكل التي تدعم الحياة في المجتمعات البشرية المعاصرة. وما زالت المنطقة تواجه تحد يا كبيرا في محاولتها لإعادة بناء ما دمرته الحرب. وفي العراق نفسه، تؤدي النتائج الغادرة لهذه الاضطرابات بالتدريج، وبصورة حتمية، إلى انهيار الخدمات الأساسية، مما يهدد بحدوث أزمة إنسانية ستبدو نوازل اليوم إلى جانبها توافه، إذا اكتملت أبعادها.

        وعندما قررنا في الشهر الماضي، في جنيف، محاولة مواجهة هذه القضايا العاجلة، كنا نعلم أن السرعة ذات أهمية حيوية. كما كنا ندرك أن نتائجنا يجب أن تكون وقائعية ودقيقة ومحل ثقة. وقد قام فريق الخبراء المؤلف من مسؤولين من برامج ووكالات الأمم المتحدة المعنية - أي منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، وبرنامج الأغذية العالمي، ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي - بإجراء تقييم على أعلى درجات الخبرة الفنية والكفاءة، وذلك بدعم قوي من زملائهم الموجودين من قبل في العراق. وقد جابت البعثة ذلك البلد طولا وعرضا، كاشفة عن جيوب الفقر المدقع وعن النطاق الكامل للمشاكل القائمة في جميع المناطق. وكانت هذه بعثة "ميدانية"، استمدت فيها الملاحظات والاستنتاجات من تقييم موقعي على صعيد البلد كله، ولم تفرض من منظور الرأي المسبق.

        ولقد أفدنا، شأننا شأن شركائنا من الأمم المتحدة وزملائهم المقيمين في العراق، من "صف ثالث" من الخبرة، تمثل في مجموعة متميزة تماما من أخصائيين وشخصيات من خارج الأمم المتحدة ممن اشتركوا في البعثة وأنشطتها. وأعرب هنا عن امتناني البالغ لكل من دوناتو كياديني، وتوماس همربرغ، وآرف جونسون، وجان - دانييل ليفي، والسير جون موبرلي، وآدوين مور، واليوت ريتشاردسون، ونيكو شريفر، على قبولهم دعوتي للانضمام إلينا، حيث قدموا مساهمة ذات قيمة فكرية وأدبية وفنية بارزة تزيد، ولا ريب، من نطاق تغطية التقرير ومصداقيته. وغني عن القول إن هذا التقرير يمثل توافقا في الآراء اشتركنا فيه كلنا، دون تحميل أي عضو التزاما تجاه أي عبارة أو جملة مكتوبة بعينها.

        وهدفنا هو توخي الاتزان والعناية والدقة. فنحى لا نطلق صيحة استغاثة كاذبة ولا نقوم بمراوغة سياسية. فمن الواضح أن كل شهر يمر يقرب أعدادا ضخمة من سكان العراق من شفا الكارثة. وأول المعانين هم، كالعادة. الفقراء والأطفال والأرامل والمسنون، أي أضعف الفئات السكانية. ولا يمكن لذلك إلا أن يثير قلقنا مهما كان الحل المقترح. وتنفيذا للمهمة الإنسانية الصرف التي عهد بها إلينا، حاولنا، في صفحات هذا التقرير، تشخيص الداء ووصف الدواء. وللمجتمع الدولي أن يبت في كيفية الاستجابة بعد ذلك.

(توقيع) صدر الدين أغا خان

مقدمة

        1 -   اتخذ قرار القيام بهذه البعثة الأمين العام ومندوبه التنفيذي، صدر الدين أغا خان، والرؤساء التنفيذيون للوكالات

<1>