إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) رسالة حافظ الأسد، إلى صدام حسين، التي ناشده فيها الانسحاب من الكويت، ورسالة الرد العراقية التي بعث
بها الرئيس العراقي إلى الرئيس السوري في اليوم الثاني.

المصدر: يوميات ووثائق الوحدة العربية 1989 - 1993، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت ط 1، 1995، ص 746 - 747.

الحالي والتناقض العربي، في حين أن العرب، مجتمعين ومنفردين، وفي مقدمتهم العراق هم الخاسرون. ولا أرى أن لأحد من العرب مصلحة فيما يحدث الآن، ولا أرى أن للعراق مصلحة فيه.

         إن المصلحة الأساسية للأمة العربية، وخاصة في هذه المرحلة التاريخية، هي في التماسك والتضامن الحقيقي، وأن يوفر كل بلد عربي الطمأنينة للبلد العربي الآخر، حتى ولو كانت بينهما خلافات في موضوع أو أكثر من الموضوعات العربية.

         لا أريد أن أصدق أن الشعور عند العرب بوحدة المصير قد زال، أو أن التضامن بين العرب صار في حيز المستحيل، بل أريد أن أؤكد أن فداحة الخطر كفيلة بأن تعزز الشعور بوحدة المصير وكفيلة بأن تدفع إلى التضامن العربي، وإلى حل الخلافات العربية بالحوار لا بالقسر.

         إن صعوبة الواقع الراهنة في الوطن العربي وتعقيده وما يحمله من أخطار، ناجمة عن دخول العراق إلى الكويت وضمها بالقوة وإلغاء وجود الكويت كدولة مستقلة عضو في جامعة الدول العربية وفي منظمة الأمم المتحدة، وهذا ما لا نعتقد أنه تصرف مشروع، ولا يحق للعراق أن يقدم عليه، ولو من وجهة نظر وحدوية، لأن أسلوب القوة والعنف ليس بالأسلوب الصالح والملائم لتحقيق الوحدة، بل هو سبب لعرقلة أي عمل وحدوي والنفور منه.

         فليكن إذن انسحاب العراق من الكويت المقدمة لجو جديد تتلاشى فيه الأخطار الجدية ونقف فيه صفاً واحداً وقوة واحدة في وجه كل من يهدد أرضنا ومصالحنا وكرامتنا ومصيرنا.

         وقد يقول قائل أن العراق سيكون مستهدفاً بهجوم حتى لو خرج من الكويت.

         إنني أريد أن أؤكد في هذا الشأن عهداً أخوياً لا شك فيه: أنه لو حدث ذلك بعد الخروج من الكويت،

<2>