إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


   



هرتزل حول وقوف اليهود مع تركيا ضد الشعب الأرمني
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، ووزارة الارشاد القومي، ج 1، ص 79"

هرتزل حول وقوف اليهود مع تركيا
ضد الشعب الأرمنى(*)
7 /5 /1896

       جاء نيولنسكى ليزورنى وكنت قد اتصلت به تليفونيا. واطلعته باختصار على تطورات القضية، أخبرنى انه قرأ كراستى قبل ذهابه الى القسطنطينية وتحدث عنها مع السلطان، وان السلطان قال انه لن يتخلى أبدا عن القدس. يجب أن يبقى جامع عمر بيد المسلمين دائما. قلت له، سندبر هذا الامر سنجعل القدس خارج حدود الدولة، وبهذا لا تكون لأحد وحده وتكون للجميع فى الوقت نفسه - المكان المقدس يمتلكه كل المؤمنين، بلد الثقافة والاخلاق المشتركة، وكان نيولنسكى يعتقد ان السلطان يفضل ان يعطينا أناضولية لان المال لا يعنى شيئا له، وهذا شأن كثير من الحكام. ولكن هناك طريقة أخرى يمكن ان تؤثر على السلطان بها، وهى مساندته فى قضية الارمن. ونيولنسكى الان يقوم بمهمة سرية للسلطان، ارسله السلطان الى اللجان (الارمنية) فى بروكسل وباريس ولندن، ليحملهم على الاذعان له، فاذا ما قبلوا فسوف يمنحهم السلطان عن طيب خاطر الاصلاحات التى - رفض ان يعطيهم اياها تحت ضغط القوى الكبيرة. لذلك طلب منى نيولنسكى ان أؤمن مساعدة اليهود للسلطان فى مسألة الارمن، حتى ينقل للسلطان هذا الخبر الذى سيرضي السلطان ويحرز تقديره. وجدت الفكرة هذه ممتازة، ولكنى أخبرته اننا لن نعطي هذه المساعدة مجانا، سنعطيها فقط بدلا عن خدمات مؤكدة لقضية اليهود. وهنا أشار نيولنسكى ان ما يطلب منا هو ان نساعد على الحصول على هدنة من الارمن. كانت اللجان قد قررت القيام باضراب فى تموز، يجب ان نقنعهم بالانتظار شهرا. وخلال هذه المدة نقوم بمفاوضات مع السلطان، وبما ان نيولنسكى اصبح مهتما بقضية اليهود، يريد ان يماطل في مسألة الارمن ليستفيد من ذلك، لانه يرى فى ذلك ان قضية تسند أخرى. وقد قلت له: انك ستستفيد من قضية اليهود أكثر من قضية الارمن، انا نفسى لا أستطيع ان أعدك بمال ولكنى سأوصى بك رجالنا الأثرياء. ونيولنسكى الذى هو على علاقات طيبة مع السلطان يؤكد بأن بهذه الخطوة تستطيع ان تنجح ولكنه يجب ان لا تتدخل اى الاوساط السياسية، بل بالعكس ربما كان من الافضل ان تعاكسنا هذه الاوساط وعندها نحصل على ما نريد من السلطان الذى سيفعل ذلك ليكيدهم.

       وفى المساء شرح لى ابن عم زوجتى حالة تركية الاقتصادية. ولذا فانا أرى الآن أن الخطة المالية التى يجب ان نسير عليها هى ان نضع نهاية لبعثة الحماية الأوربية ونحمل على عاتقنا مهمة التحويل فنكون بهذا قد خلصنا السلطان من خضوعه للحماية بحيث يستطيع أن يأخذ ما يريد من الديون الجديدة.



         (*) "يوميات هرتزل" - اعداد أنيس صايغ - سلسلة كتب فلسطينية.

<1>