إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



رسالة هرتزل إلى دوق بادن الكبير
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 الى عام 1949، وزارة الارشاد القومي، ج 1، ص 123 - 124"

رسالة هرتزل إلى دوق بادن الكبير
9 /11 /1898(*)

         لم نتوصل الى نتيجة إيجابية بخصوص وضع الوفد تحت رعاية صاحب الجلالة الامبراطورية. عندما اجتمعت به فى مقابلتى الأولى له في القسطنطينية كنت أظن أن هذه النتيجة ستجىء فى أعقاب اللفتة العلنية في القدس وذلك أن جلالته كان يعطف جدا على الفكرة الصهيونية الأمر الذى نحن مدينون لمساعدة سموكم به. وقد تم الاتفاق على أن اقدم مسودة خطابى قبل الاستقبال الرسمى. وقد قدمتها وقبلت المسودة بشىء قليل من الحذف وها أنا أرسل اليك الخطاب الذى قلته فى القدس راجيا من سموكم أن ترد لى هذه النسخة. على أنه لابد أن تكون قد حدثت صعوبات في ما بين المقابلة فى القسطنطينية وبين استقبال الوفد في القدس أنا لا اعرف بعد ما الذي حدث بالضبط ولكنى أقدر ذلك لأن صاحب الجلالة لم يذكر الحماية لشركة الأراضى في جوابه. أن تأسيس شركة للأراضى على نمط " الشركة القانونية " أو شركة الهند الشرقية كان يبدو أنه الشىء الذى يمكن الحصول عليه بدون اثارة أى شعور بالاستياء عند سائر القوى.

         ما أزال أعتقد أنه- ضمن الحالة الحاضرة- ليس هناك مجال للمعارضة من قبل فرنسا وهى القوة التى تدعى حماية هذا الجزء من الشرق وحادث الفاشودا يؤكد هذا الرأى. فالحكومة الحاضرة للجمهورية يجب أن تقبل بالأمر الواقع الا اذا كان بالغ الاهانة.

         وبما أن صاحب الجلالة تفضل بقوله " إن الأمر يحتاج إلى دراسة مفصلة ومباحثات أكثر فلا بد أن أعرف قريبا عن ماهية هذه الصعوبات التى قامت.

         اذا لم يكن تفسيرى للحوادث الاخيرة مخطئا فان الصعوبات الخارجية وليس تغير رأى صاحب الجلالة هى التى أدت الى تأجـيل اعلان الحماية الالمانية التى كنا ننتظرها. ما أزال متذكرا كلمات سموكم الحكيمة التى تفوهتم بها فى مانو. انه فى مثل هذه القضايا التاريخية العالمية كل خطوة تحتاج الى صبر. وربما لم أكن على خطأ اذا اعتبرت أن هذه الحماية التى نريدها هى قائمة الى أن اسمع العكس. ومن أجل هذا الأمر سأقوم بما يتطلب منى من اخلاص فى العمل وحذر.

         هذا وسأظل مدينا لسموكم بالشكر والامتنان من أجل مساندتكم قضيتنا حتى لو تغيرت السياسة الألمانية ورفضتها ذلك لما تتركه مساندتكم المعنوية لنا من إيمان بأن قضيتنا لا يمكن الا أن تكون على حق مادام أن عقلا كبيرا مثل عقلكم يرضى عنها.


          (*) "يوميات هرتزل" - اعداد أنيس صايغ - سلسلة كتب فلسطينية.

<1>