إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



نص النداء الذي وجهه الملك فهد بن عبدالعزيز، عاهل السعودية، الى اللبنانيين لوقف الحرب الأهلية الدائرة بينهم
المصدر: "يوميات ووثائق الوحدة العربية، 1986، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1987، ص 632 - 633 "

نص النداء الذي وجهه الملك فهد بن عبد العزيز، العاهل السعودي، الى
اللبنانيين لوقف الحرب الاهلية الدائرة بينهم.

الرياض، 14/6/1986

(التضامن، لندن، العدد 167، 21/6/1986)

          الى الاخوة اللبنانيين..
          هذه كلمة صادقة مخلصة من اخ وصديق لكم.. اتوجه بها لا بوصفي مسؤولاً في بلد شقيق للبنان فحسب ولكن من دوافع محبتي وحرصي على مستقبل اجيالكم، اتوجه بها الى كل فرد منكم، الى كل اسرة والى كل طائفة بينكم، كي اخطاب من خلالها العقول التي اثق في رجاحتها والضمائر التي اعرف مدى حسها ووجودها في صدوركم منذ امد بعيد، منذ ان كان للمملكة العربية السعودية دورها البناء ومواقفها الخيرة المعروفة تجاه لبنان منذ عام 52 حتى تاريخ هذا اليوم ونحن معكم على العهد والوفاء.

          اتوجه اليكم جميعاً بكلماتي هذه، بعد ان وصلت الامور الى ما وصلت اليه من الفرقة والتناحر والشقاق والضياع، وانتهت الاوضاع الى ما هي عليه اليوم من حوادث الفتك والقتل والتشريد والتشتيت للرجال والنساء والاطفال وهدر للطاقات والقدرات.

          وفي كل يوم اتساءل مع الملايين من العرب والمسلمين المتابعين لمأساة لبنان الم يأن للدماء العربية الزكية ان تحقن وتصان، وللارواح البريئة الطاهرة ان تعيش آمنة على ارض لبنان.. الم يحن الوقت كي تأذنوا للسلام ان يظلل دياركم. وللرخاء ان يعود الى ربوع بلادكم.. وللبناء الذي نسفته الحروب ان يقام ويتجدد.. وللمغترب المهاجر ان يؤوب الى وطنه.

          ايها الاخوة اللبنانيون.
          اخاطبكم من اعماق قلب محب طالما ادمته جراحكم وآلمته احزانكم، فلقد عشت وعاش معكم شعب المملكة العربية السعودية على مدى العشر سنوات آلام المأساة كما عشتموها انتم، ويعلم الله اننا لم ندخر باسهامنا مع الاشقاء جهداً في سبيل انقاذ الوضع الا بذلناه ولا طريقاً حسبناه يقودنا الى الحل الا سلكناه ابتداء من قمة الرياض وما اعقبها من جهود اللجان الرباعية والسداسية على مستوى الوزراء والسفراء مروراً بكل المعاناة والمحاولات حتى يومنا هذا.

<1>