إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) نص النداء الذي وجهه الملك فهد بن عبد العزيز، عاهل السعودي، إلى اللبنانيين لوقف الحرب الأهلية الدائرة بينهم
المصدر: "يوميات ووثائق الوحدة العربية 1986، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1987، ص 632 - 633"

         ولكني مع الاسف الشديد ورغم كل المساعي والنداءات لا زلت اتابع كل يوم انباء ما يجري على الساحة اللبنانية من استمرار الصراعات الدامية بين طوائفكم وبين بعضها واخوانكم الفلسطينيين حتى طغت بالامس صيحات القتلى والجرحى واصداء دوي المدافع على اصوات التهليل والتكبير مع فجر ايام العيد وحتى هذه الساعة مما اطفأ الفرحة في قلوب الاطفال واباد البهجة في  كل النفوس.

         ايها الاخوة في لبنان.
         لا اخالكم بعد طول هذا الشقاء الا مدركين لما انتم عليه اليوم وانتم ترون باعينكم العدو الرابض على ارضكم والمتربص بمقدراتكم.

         فهل من افاقة صادقة حازمة تجمعون بعدها شتاتكم وتحزمون امركم وتضمون صفوفكم وتوحدون كلمتكم على ان يبقى لبنان حراً مستقلاً.. عزيزاً مستقراً ليواصل رسالته المعهودة في مجالات العلم والنور والحضارة ويبقى كما كان امنا وعطاء ورخاء وسلاماً لكل الاوطان.

         ايها اللبناني في الساحل والجبل، في الغربية والشرقية، في الشمال وفي الجنوب، لقد حل يوماً بين ظهرانيكم اخ  لكم عزيز علينا وعليكم بعد ان اخرجه العدو من ارضه ودياره، فآويتموه واكرمتم وفادته وانزلتموه من انفسكم منزلة السخاء والعطاء والكرامة. واشاد الضيف بذلك العمل الجليل في كل المحافل وحفظه لكم في بطون تاريخه الطويل بكل تقدير واعتراف بالجميل.

         ولكن سرعان ما اختلطت الاوراق وتداخلت الامور وعز على العدو ان يرى الوفاق والوئام يأخذ مكانه الطبيعي على ساحتكم فدبت بينكم العدواة والبغضاء حتى شهر البعض سلاحه في وجه البعض وصوب العربي فوهة مدفعة الى صدر اخيه العربي على ارضكم، واسهم البعض من كل طائفة في اشعال النار حتى أتت على كل ما ادخرتموه لاجيالكم من زاد وعتاد وامجاد.

         الا فلنعد الى تحكيم الضمائر في هذا الواقع المرير ونحافظ على ما تبقى من ابناء الشعب الفلسطيني في كل الاوطان حتى يرد الله غربتهم الى وطنهم ويحقق لهم آمالهم ويأخذ بيدهم الى طريق النصر..

<2>