إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

   



تصريح للسيد كمال جنبلاط، وزير الداخلية اللبناني، حول الحوادث الراهنة في لبنان
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 6، ص 186"

تصريح للسيد جمال جنبلاط، وزير الداخلية اللبناني،
حول الحوادث الراهنة في لبنان.

بيروت، 27/3/1970

 

(النهار، بيروت، 28/3/1970)

         عندما فشلت قضية الكحالة التي هي بلا شك مؤامرة مدبرة وفاضحة لا نزال نتتبع خطوطها، دبرت قضية الدكوانة. وعندما فشلت قضية الدكوانة، تسلل ليلا بضع عشرات وربما مئات من اللبنانيين المسلحين الى حارة حريك، وأخذوا يطلقون النار على الفلسطينيين كما انه وجد ايضا في احدى البنايات اشخاص يطلقون النار على الفلسطينيين وأحيانا على اللبنانيين تماما كما حصل في الدكوانة حيث كان اشخاص في حرج دير مار روكز يطلقون النار تارة على هؤلاء وتارة اخرى على أولئك. وقد فشلت المحاولة الجديدة لخلق جو الفتنة في منطقة حارة حريك.

         لقد اتصل بي عدد غفير من الأهالي وأعلنوا ان لا علاقة لهم بالغرباء الذين جاءوا الى منطقة حارة حريك في محاولة لإثارة الشغب والفتنة، وانهم يستنكرون كل ما يحصل لأن علاقتهم مع مخيم برج البراجنة هي أفضل ما تكون وأنهم يتبادلون الزيارات بشكل دائم.

         ان اخواننا الفلسطينيين يقفون موقف المتعقل الرزين الهادئ والواعي الذي يدرك أبعاد هذه المؤامرات الصغيرة الحقيرة ومن يدبرها على لبنان وعلى اللبنانيين، فحالوا بضبط أعصابهم ورباطة جأشهم دون سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى من فريق المعتدين ولكانت دمرت عشرات البيوت. لكنهم بتفهمهم وتعقلهم حالوا دون تنفيذ المخطط الغريب عن لبنان وعن أهله.

         واني شخصيا بانتظار حدث ثالث يقع بالقرب من مخيم آخر، فعلينا دائما ان نفضح هذه المحاولات وان نتأكد جميعنا من انها ستفشل اذا عرفنا ان نشير بأصابعنا الى محركها في الداخل وفي الخارج دون ان نتدنى الى شعور من الحقد او الضغينة، بل يجب ان نواجه بعضنا بعضا دائما وأبدا بروح المحبة والصدق الكامل والوعي والإخلاص والسعي لرأب الصدع وتوحيد كلمة اللبنانيين وتوقيت مفهوم النضال الوطني الذي يأتي في طليعة اجماع اللبنانيين كافة على مساندة قضية فلسطين وقضية الفداء المبارك.


<1>