إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) بيان الجبهة العربية المشاركة في الثورة الفلسطينية حول الغارة الإسرائيلية على بيروت
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1973، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 9، ط 1، ص 120-122 "

في منطقة الجنوب، بل في مختلف انحاء لبنان بما في ذلك قلب العاصمة ، ان سياسية الاستسلام الرسمية هذه هي التي سمحت للعدوان الاسرائيلي بأن يتحول في النهاية إلى بوليس قمع داخلي ينفذ عملياته بحرية مطلقة دون أن يخشى تعرض قواته لاية خسارة . وإذ كانت الغارة الإسرائيلية الاخيرة قد كشفت مدى التغاضي الرسمي في هذا المجال ، فإنها كشفت أيضاً حقيقة السياسة المعتمدة تجاه حركة المقاومة. فبينما تشن إسرائيل حرباً شاملة ضد الثورة الفلسطينية على صعيد العالم بأسره وتؤكد علناً تصميمها على تصفية مراكز تواجداها الاساسية ، تشدد السلطة اللبنانية الخناق على المقاومة فتمنعها من مراقبة مراكز التسلل والانزال الإسرائيلي المحتملة ، ومن إقامة مواقع حراسة أمامية من شأنها أن تنذر على الاقل ببدء العدوان ، وتحد من حرية تحركها ومن تنقل المقاتلين وتمنع حمل السلاح حتى غير الظاهر ، وتجعل من حراسة قيادات الثورة ضد الارهاب الصهيونى والمعادي بصورة عامة مسالة في غاية الصعوبة والتعقيد . وهكذا فان السلطة اللبنانية لا تكتفي بالبقاء مكتوفة الايدي إزاء عدوان ينتهك حرمة أراضى الوطن انتهاكاً صارخاً ، بل هي تمارس ايضا تجاه المقاومة الفلسطينية سياسة تضييق مؤداها في النهاية تعطيل امكانية الدفاع عن نفسها . وقد ظهرت نتائج هذه السياسة بشكل صارخ ليلة الغارة الاخيرة على بيروت.

         وعقب كل عدوان إسرائيلي كانت السلطة تعمد إلى فرض المزيد من القيود على حريات الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية ، وهو ما بدأ اقطاب الرجعية اللبنانية بالدعوة له علناً خلال الايام الاخيرة مطالبين هذه المرة ليس فقط بالتضييق على نشاط المقاومة المسلحة ، بل بحجز الشعب الفلسطيني كله وتعطيل امانات تحركه أساساً.

         رابعا - ان السياسة اللبنانية الرسمية ، سياسة التغاضى عن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة والتضييق المتصاعد على نشاط حركة المقاومة ، تحاول أن تبرر نفسها بالاستناد إلى ما يسود الوضع العربي الرسمي من تراجعات متفاقمة . لذا لا يمكن ان نفصل بين ما يجري في لبنان حالياً وبين صمت الجبهات العربية ونمو الاتجاهات الاستسلامية تجاه التصلب الاميركي والضغط الإسرائيلي ، وتعرض حركة المقاومة الفلطسينية والجماهير المتضامنة معها في اكثر من قطر عربي إلى التضييق والحصار والقمع المتزايد للحريات الديمقراطية والواطنية .

         في ضوء هذه الحقائق جميعا توصلت الامانة العامة للجبهة العربية المشاركة في الثورة الفلسطينية إلى اتخاذ المواقف والمقررات التالية:
         1 - الدعم المطلق لحركة المقاومة الفلسطينية في لبنان في نضالها من اجل تكريس حقها المشروع وواجبها في ان تتخذ جميع الاجراءات التي تراها ضرورية لتأمين سلامتها من الغارات الإسرائيلية وتوفير أمن قادتها وامتلاك وسائل التصدي للعدو الصهيوني ، والتحذير من اي تعرض للحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني أياً كانت الذرائع التي سوف يجري في ظلها مثل هذا التعرض.

         2 - التضامن التام مع الجماهير اللبنانية وقواها الوطنية والتقدمية التي خرجت تعلن في مسيرتها تصميمها على التصدي للمؤامرة الإسرائيلية الاميركية ضد الثورة الفلسطينية ، والتفافها حول هذه الثورة ، واستعدادها لبذل كل التضحيات من أجل دعمها بمختلف الوسائل .

         3 - الدعوة إلى رفع جميع القيود المفروضة على نشاط المقاومة على الصعيد العربي ، ومطالبة اقطار المواجهة بفتح الحدود امام عملياتها في الارض المحتلة وفسح المجال لها كي تمارس دورها القتالي وصمودها الوطني بحرية تامة . وهو أمر يفرض التهيؤ فعلياً لتحريك جبهات المواجهة مع إسرائيل والتصدي بكل الامكانيات لمحاولات الارهاب والتركيع التي يقوم بها الحلف الإسرائيلي - الاميركي لفرض الاستسلام على شعوب المنطقة . كما يفرض تشديد الحصار على النظام الاردنى العميل لاميركا والمتواطئ مع إسرائيل ، من أجل دعم نضال المقاومة لاستعادة ساحة كفاحها الرئيسية والطبيعية في الاردن في ظل حكم وطني يحميها ويشاركها مهمتها التحريرية الكبرى .

         4 - دعوة الجماهير العربية إلى تشديد نضالها من أجل فرض سياسة مجابهة حازمة للولايات المتحدة الاميركية في مختلف الميادين. فضرب المصالح الاميركية وتصفيتها هو الجواب الوحيد الكفيل بصد الهجمة الامبريالية الصهيونية على المنطقة . وهو أمر يفرض الاقدام على خطوات حاسمة في هذا السبيل : قطع كل اشكال الحوار السياسي مع أميركا ، ومقاطعتها اقتصاديا ، واستخدام سلاح البترول في وجهها ، ابتداء بزيادة اسعاره وتجميد نسبة الزيادة السنوية من انتاجه ، وانتهاء بتأميم حصص اميركا في النفط إلى غير ذلك من الاجراءات التي تضع المنطقة العربية على طريق مجابهة فعلية لعدوها الحقيقي والرئيسي .

         5 - تنظيم يوم عربي شامل " لدعم المقاومة الفلسطينية وتشديد النضال ضد الامبرالية " ، تجري خلاله تظاهرات ونشاطات شعبية واسعة وتعلن فيه مقاطعة شاملة لكل المصالح الاميركية تحت شعارات : "قطع النفط، قطع العلاقات الاقتصادية، إزالة القواعد العسكرية، وقطع العلاقات السياسية مع الولايات المتحدة" وقد تقرر ان يجرى تنظيم اليوم المذكور في 15 أيار ( مايو ) القادم.

         6 - النضال من أجل إطلاق الحريات الديمقراطية للجماهير العربية كي تتمكن من التعبير عن إرادتها الوطنية في دعم المقاومة الفلسطينية ومن احتلال موقعها في مواجهة العدو الصهيوني الاميركي واحباط هجمته على المنطقة العربية .

<2>