إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

   



بيان السيد رشيد الصلح، رئيس مجلس الوزراء اللبناني، أمام لجنتي الدفاع والخارجية حول الاعتداء الإسرائيلي
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1974، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 10، ط 1، ص 478"

بيان السيد رشيد الصلح، رئيس مجلس الوزراء اللبناني، أمام
لجنتي الدفاع والخارجية النيابيتين حول الاعتداء الاسرائيلي على لبنان.

بيروت،17/12/1974

 

(النهار، بيروت، 18/12/1974)

         شاء مجلس النواب الكريم، في جلسته التي انعقدت ليلة الاعتداء الاسرائيلي الاثيم على العاصمة، ان تجتمع لجنتا الشؤون الخارجية والدفاع لتدارس ذيول ذلك الاعتداء، وما يجب عمله ازاء إمكان تكراره، وربما ازاء تعرض بعض اجزاء البلاد لاعتداءات اخرى من اي نوع وفي اي وقت.

         وها نحن قد لبينا هذه الدعوة، عملا بواجبنا نحوكم، وأملا منا في ان نتبادل الرأي، مجلساً وحكومة، في ما يعود بالخير على البلاد ويقيها الشرور والاضرار في هذه الفترة الصعبة والدقيقة.

         واني لسعيد ان تتيح لي مناسبة لقائنا اليوم، ان اعود فأنوه أمامكم بالموقف المشرف الذي كان لجيشنا العزيز ساعة الاعتداء، إذ هب للتصدي والرد بشجاعة وبكل الوسائل التي لديه، فجاء عمله الرائع مدعاة لاعتزازنا.

         لا اجدني في حاجة لان اردد هنا ما بتم تعرفونه من ان تسلح الجيش وامكاناته المادية لا تتكافأ وتعبئته النفسية واستعداداته المعنوية. وقد كان هذا الموضوع بالذات مدار ابحاث ومناقشات طويلة في جلسات متعددة عقدتها لجنة الدفاع، كما عقدها مجلس النواب. لذلك، لن اطيل البيان حول هذه النقطة، وأكتفي بما يأتي:
         1 - ان الخطة الدفاعية التي بوشر وضعها منذ اشهر، باتت جاهزة في خطوطها الكبرى، وعليها ستبني في اسرع وقت التوصيات بشراء الاسلحة اللازمة لتنفيذها. وسيكون تمويل هذه الخطة بين ايديكم، إذ تعلمون ايضاً ان اثمان الاسلحة التي ستطلب ستفوق امكانات الدولة اذا انحصرت هذه الامكانات في المداخيل الحالية. فلن يكون بد من ايجاد مصادر جديدة، وسنتقدم منكم قريباً جداً بمشاريع القوانين لهذه الغاية.

         2 - ان مشروع قانون خدمة العلم الذي وضعته الحكومة السابقة، استردته الحكومة الحالية وستعيده اليكم ايضاً في وقت قريب جداً لمناقشته واقراره.

         3 - لكننا لاحظنا - ولا بد انكم تلاحظون - أن الخطة الدفاعية، اياً كانت، يقتضي تنفيذها مراحل عدة، ادناها تقاس بالاشهر. فاذا اضيف هذا الواقع الى الواقع الآخر، وهو ان وسائل الدفاع الموجودة الآن في يد الجيش قد لا تكون كافية لردع العدو عن الاعتداء أو لجعله يدفع غالياً ثمن اعتدائه، لتبين لنا فوراً ان من واجبنا السعي الى تدبر هذا الامر الملح.

         رأينا ان نتدبره، أولا بأول، بأن نتوجه الى الدول العربية الشقيقة، ونطلب اليها ان تمدنا بأنواع معينة من السلاح اذا كانت متوافرة لديها، وذلك بصورة سريعة ان لم تكن فورية. وقد اجتمع وزير الخارجية الى اخواننا ممثلي هذه الدول غداة الاعتداء الاثيم، وأبلغهم ما فيه الكفاية في هذا الصدد. ولا ريب عندنا انهم سيلبون طلبنا، كل ضمن امكاناته والمتوافر لديه.

         هذا ما نستطيع قوله في الوقت الحاضر. ونحن منفتحون على كل نقاش يجري في هذا الاجتماع، منتظرون بلورته على ما يهدي سبيل الحكومة في سعيها الى تنفيذ سياسة وطنية متكاملة، آملين وراجين ان يظل البحث ههنا في نطاق ما تتحلون به جميعاً من الشعور بالمسؤولية، والتحسس بالمصلحة العليا.


<1>