إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



مراحل المفاوضات في شأن الجلاء عن مصر
1 - مفاوضات سنة 1921 - 1922 (عدلي - كيرزن) - تابع (7) محضر الجلسة السادسة 29 يوليه 1921

"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 136 - 144"

        اللورد كيرزن - كذلك دلت حوادث الاسكندرية على أن الجيش المصرى لم يكن غير كاف فقط، بل دلت على أنه انضم الى المشاغبين والغوغاء، فكيف تظنون أن الأجانب يرضون بما تقترحون؟ على أنه كلما ذكر تقرير اللجنة نبض إحساسكم وطلبتم عدم نشره؛ وأرانى مضطرا الى نشره اذا بقى موقفكم كما هو الآن ليعلم كل واحد هنا وفى الخارج أن إبقاء الجيش لحماية المواصلات وحدها جنون ولكنى حريص على إرضائكم فلا أريد أن أنشره.

        عدلى باشا - إنى لم أقرأ التحقيقات وقد سبق لى أن طلبت صورة منها ومن التقرير.

        اللورد كيرزن - ولا أنا. وهى طويلة جدّا وكل ما قرأته هو الملخص التلغرافى الذى أرسل لى من مصر.

        المستر لندسى - نحن نعدّ صورا منها. فإذا فرغنا منها أرسلنا لكم صورة.

        اللورد كيرزن - تقولون عن القوة العسكرية إنها توضع فى جانب منعزل. ويبقى عددها صغيرا وتلبث لا تتحرك حتى تقوم حرب. ولا يكون لها شأن فى زمن السلم - وأقرّر لكم بكل صراحة أن الرأى العام هنا وفى الأمبراطورية كلها لا يقبل ذلك - ولا يمكن أن نمحو تاريخ الخمس والعشرين سنة الأخيرة. نحن نريد أن نعطيكم كل ما يسعنا إعطاؤه - تطلبون الاستقلال. ولكن بأى شىء كسبتموه - وقع حقيقة هياج وفتن وقتل بعض الأجانب. ولكن هل كسبتموه بالحرب والقتال - إنى أريد أن أسهل لكم الأمور. ولكن ما تقترحونه شئ لا يسع الحكومة الإنجليزية قبوله. وإنى إذا نشرت التقرير فإنكم لا محالة آخذون أقل مما أعرض عليكم - وإنى أضرب لكم مثلا بلدا صغيرا كبلجيكا فقد كانت مضمونة من ألمانيا وفرنسا وانجلترا. فماذا أفادتها تلك الضمانة ؟ أحالت دون غزوها واجتياحها ؟ إذا كنتم تعتقدون أن المعاهدة وحدها تضمن كل شىء فأنتم واهمون .

        رشدى باشا - ولكن أيرضى البلجيكيون أنكم فى سبيل الدفاع عنهم ترابطون بجيش فى أرضهم؟

        اللورد كيرزن - إن بلجيكا تطلب أن تعقد اتفاقات بشأن الدفاع عن حدودها وإن هذا أحب شىء لديها. ومع ذلك فهل تقارنون مركز مصر ببلجيكا ؟ وليس يمكن على أى حال أن تملوا علينا شروطكم حينما تكون المصالح الأمبراطورية معرض النظر. وحبذا لو وجدتم أثناء غيابى فى باريس وسيلة للاتفاق بدلا من أن نتقاذف المذكرات - لا أحب أن تقولوا إن هذا أمر لا يمكننا قبوله فلا حيلة لنا فى قطع المفاوضات، فإننى لا أريد أن نصل إلى هذا المركز- وقد قلت لكم إنى أرى أن الكلام فى التفاصيل خير من المناقشة فى العموميات. وأرجو ألا تنسوا أن أمتكم لم تكسب استقلالها. على أنها تستطيع أن تستكمل فى المستقبل ما ينقصها من شروطه ، كذلك أرجو أن توقنوا أننا لا نبغى لذة بحفظ قوة كبيرة فى بلادكم ، وانما الأغراض التى شرحتها لكم هى التى تدعونا للبقاء. وقد ذكرتم التوقيت بالنسبة لهذه القوة العسكرية ولكنى لا أظن ذلك ممكنا فيما يتعلق بالمواصلات
<7>