إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



تفصيلية. وشكّل الأمر الذي شكّله لزمن المنازلة لعام 1990، وهذا الزمن الذي مضى من عام 1991.

          ولهذا، فإننا لا ننسى، ولن ننسى تلك الروح الجهادية العظيمة، التي اقتحم فيها رجال مؤمنون، بإيمان عظيم، حصون وقلاع الغدر والخيانة القارونية، في يوم النداء الأغر، وعملوا ما عملوا على طرق الردع المشروع والعمل المبدئي العظيم.

          إن كل هذا الذي مرّ علينا، ومررنا عليه، أو قررناه ضمن ظروفه، طائعين لإرادة الله، مختارين الموقف الإيماني والشمم، هو سجل شرف لن تغيب معانيه عن الشعب والأمة وقيم الإسلام والإنسانية. وستبقى أيامه الماجدة وتأثيراته، الماضية والقادمة، تحكي قصة شعب مؤمن غيور صابر، آمن بما أراده الله وما ارتضاه - سبحانه - من قيم ومواقف لأمة العرب في دورهم القيادي، ولأمة الإسلام في أسس إيمانها الصحيح، وما يجب أن تكون عليه. وسوف تبقى هذه القيم، التي فعلت فعلها بكل هذه المواقف، وقدمت ما قدمت من تضحيات جهادية، وشكّلت عمق الشخصية المؤمنة في العراق. وستبقى تفعل فعلها في النفوس، وتعطي حصادها، ليس في الأهداف المباشرة مما تصدرت شعارات مرحلتها، ليس فقط في الصراع بين الفقراء المظلومين، وبين الأغنياء الظالمين المستغلين، أو بين الإيمان والكفر، أو بين الظلم والغدر والخيانة وبين الإنصاف والعدل والأمانة والإخلاص فحسب، وإنما في الأهداف غير المباشرة أيضاً، مما يهز الصفوف المضادة، ويحدث ما يحدث فيها من انهيارات، بعد أن بان كل شيء. وكذلك يزيد المؤمنون إيماناً، بعد أن انفتحت الأعين والعقول، وهفت القلوب إلى الذي ينبغي أو يجب أن تهفو وتنتمي إليه، من مبادئ وقيم ومواقف.

          وقد كان للمرحلة، التي سبقت يوم النداء الأغر، في الثاني من آب عام 1990، قياساتها، ومن ذلك التعامل مع المألوف والموروث في زمنه الرديء، إن كان على مستوى العلاقة بين الحاكم والمحكوم، أو بين القائد والشعب الذي يقوده. وكانت العلاقة بين هذا أو ذاك من الأجانب في صف الكفر والظلم، وبين دول المنطقة والعالم، قياساتها وآثارها وامتيازاتها، مما أوجدته ظروف الوطن العربي، وسهلت للكثير من مسالكه الدعائية، التي ما كان لأحد أن يكشف زيفها، مثلما تم كشفها الآن. وزاد الطين بلة ذلك الفراغ الذي أحدثه ضعف أحد القطبين اللذين كانا يمثلان الصفين - المتعارضين في العالم، على مستوى ذروة الصراع.

          أمّا بعد الثاني من آب 1990، فقد حلت مفاهيم جديدة وقياسات جديدة، تسبقها نظرة جديدة في كل ميادين الحياة، وعلاقات الناس بالناس، وعلاقات الدول بالدول، والحاكم بالمحكوم، وقياسات

<2>