إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



خطاب صدام حسين
في الذكرى الحادية عشرة لانتهاء الحرب العراقية الإيرانية1

بسم الله الرحمن الرحيم

أيها الشعب العظيم..

أيها النشامى في قواتنا المسلحة الباسلة..

يا أبناء أمتنا العربية المجيدة..

أيها الأصدقاء..

          مثلما الإنسان جزء من عائلته، ووسطه الاجتماعي في تفكيره، وطباعه وعاداته، فإن أي مرحلة من مراحل تطور الشعوب تشكل جزءاً من تاريخها وطباعها وعاداتها أيضاً، ومع أن للأمم والشعوب نوعاً من خصائص عامة مشتركة يمكن إجمالها والاهتداء إليها، فإن لكل منها خصائص أخرى خاصة تختلف، وتأخذ ألوانها وعناوينها ومستوى وعمق تأثيرها في النفس أو الآخرين في ضوء تباين ونوع خصائص كل شعب وأمة، واختلاف أدوارهما، ونوع ومستوى التطور بالقياس إلى خط البداية الإنسانية، أو وصفه ضمن مرحلته، وكلما كان الوصف والمسافة بين أمة وأخرى على هذا واسعاً، كانت خطوط الافتراق بينهما متباينة بقوة كبيرة، ومتباعدة أيضاً.. ويلعب القادة، ونوع الدور والمهمة، أو المهمات، دوراً حاسماً في بلورة الخصائص الخاصة، ومستوى واتجاه ونوع فعلها وتأثيرها، وعلى أساس هذا الوصف، فإن مستوى إنسانية، أو عدائية الشعوب والأمم، ومستوى قبولها لهذا أو ذاك من المحامد أو النقائص، يتأثران بخلفية تلك الخصائص، ونوع ومستوى نماذجها التاريخية في ضوء وصف خصيصتها الخاصة في ميدانها ومناسبتها.. ومن هذا يمكن أن نستعين بتفسيرات ظواهر وحقب تاريخية كثيرة، أو حتى الاتجاهات الأساسية من تاريخ الشعوب والأمم، ومنها شعبنا وأمتنا، وعليه لو عدنا إلى شيء من الماضي، مما يتصل بصورة أو بأخرى بمناسبة هذا الخطاب، وتساءلنا مثلاً: لماذا دمرت بغداد عام 1258 للميلاد؟ ولماذا دمرت بابل عام 539 قبل الميلاد؟ ولمْ تدمر بصورة نهائية روح الإنسان فيهما، وينقطع فيه الأمل والرجاء لينهض من جديد.. ولماذا كانت غفوة بغداد طويلة بحدود ثمانية قرون؟ ولماذا صحت بغداد مرة أخرى ولم تنثن أو تلتو، أو تتوقف، أو تساوم؟ لو أجبنا على هذا تفصيلياً، مستندين إلى الخصائص الخاصة


1. ألقي في 8/ 8 /1999م.

<1>