إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



الخفاقة، حيث أنارت مفاهيمه العظيمة زوايا ظلام كثيرة في الإنسانية، فتكالب من تكالب على بغداد حقداً وحسداً، وسخرت قوى، بعضها متخلف استخدم كقوة تدميرية، وبعضها استخدم مخزون خبثه وجشع مصالحه الضيقة، ليصور للمتخلفين صواب منهجهم التدميري، ومثلما حرق المغول والتتر كتب العلم والمعرفة، وقتلوا العلماء في بغداد، وضيعوا على الأمة فرصتها إلى وقت طويل، ظن متخلفون، دفعتهم قوتهم التدميرية، ومع ما ترادف معها من أغراض خبيثة، أنهم قادرون على قتل علماء وعناوين القلم، والحكمة، والسيف، والراية في بغداد الناهضة إلى الأعلى والأفضل، فخاب ظنهم، وساء ما يفعلون.

          أيها الإخوة..

          لا نريد في ما قلناه، وما سنوضحه في هذه المناسبة، أو غيرها، وفي هذه الموضوعات أو سواها، أن نستذكر مجرد العوامل المفرقة، ولا نريد نكء الجراح التي مازالت فاغرة، وإنما اجتهدنا ونجتهد بأن نضع الحقائق بمضمونها الإيماني والاجتماعي والتاريخي الصحيح، ضمن سياقها العلمي، لنعاون على الاهتداء إلى ما هو خير، كجزء من مسؤوليتنا الوطنية والقومية على قاعدة إيمانها، بل ومسؤوليتنا وعلاقتنا الإنسانية، سواء مع إيران، أو الأمم الأخرى، منطلقين من رغبة وتصميم دائمين على المساعدة والمبادرة في مد جسور المحبة والسلام، كلما تمكنا من ذلك، أو انفتحت أمامنا فرصها بصورة متوازنة وصحيحة، ولذلك نقول أيضاً: إن الحاكم، أي حاكم، إذا وجد في داخله وداخل شعبه طاقة كامنة يمكنه أن يطلقها، ولا يمتلك، وليس لديه قدرة تصور الأفضل، ومنها مؤهلات البناء وفعل الخير ومعانيه، غالباً ما يطلقها بمعان مناقضة للخير والمحبة والإنصاف، أو البناء، فتجيء طاقة تدميرية في علاقاته بالأمم والشعوب، وبخاصة الشعوب والأمم المجاورة، لذلك فإن الانشغال بالبناء والقيم والمعاني العالية، وفي النظرة إلى الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وغيرها، نظرة متوازنة، مؤشر قوي على استخدام الحاكم والقائد الطاقة الكامنة في فكره ونفسه، وفكر ونفس شعبه وأمته، بالاتجاه الإنساني الحضاري، وعلى محبته للخير بدلاً من الشر، والبناء بدلاً من التدمير والعدوان، ومع الأسف، فان حكام إيران، وبخاصة من سلف، ومن هم على مسلكهم حتى الآن، لم ينشغلوا في بناء، ولم يزرعوا محبة أو خيراً، لذلك جاءت شعاراتهم بعد انتهاء عهد الشاه متعالية، عدوانية، توسعية، وإن أخذت برقع الدعوة الإسلامية، فوقع العدوان ونشبت الحرب.

          ومن ذلك ومن سجلات التاريخ المؤكدة، قد يفسر هو الآخر كيف ولماذا سرق الملك الفارسي العيلامي شوترك ـ ناخونتي المسلة الشهيرة المدون عليها شرائع الملك العراقي

<3>