إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



خطاب الفيصل في الحفل التكريمي الذي أقامه على شرفه
وزير الخارجية البريطاني المستر جورج بروان
(1)

          بسم الله الرحمن الرحيم

          يا صاحب المعالي أيها السيدات والسادة يسعدني في هذه اللحظة أن أتقدم بالشكر العميم بما تفضلتم به من عبارات تدل على ما تتحلون به من أخلاق كريمة وإنني نيابة عن زملائي في الوفد وأصالة عن نفسي لأتقدم بالشكر العميق لما لاقيته في هذا البلد الصديق من ترحيب وإكرام وفي نفس الوقت فإنني أنقل إلى شعبكم العظيم تحيات وامتنان شعب المملكة العربية السعودية.

          يا صاحب المعالي إن وقتكم الآن ثمين ولذلك فلن أسمح لنفسي بأن أطيل في الكلام، وعلى الأخص فإنكم في كلمتكم الرائعة قد أوردتم فيها كثيراً من الأمور التي هي في الحقيقة تعبر عن رأينا جميعاً إننا يا صاحب المعالي حينما نعلن عن تعاوننا وصداقتنا وعلاقاتنا الطيبة فلسنا نقصد من ذلك الإضرار بالغير أو التعدي على الغير أو إيجاد مشاكل تعقد أمور البشر. وكل ما نطمح إليه هو أن يتمتع كل شعب وكل بلد بحريته واستقلاله وأمنه واستقراره وأن تتاح لكل بلد ولكل شعب الفرصة بأن يبني مستقبله بيده وبالتعاون مع أصدقائه. واذ كان هناك بعض الأقطار أو بعض الشعوب في أنحاء المعمورة لم تنل من الحرية والاستقلال والاستقرار والأمن ما تبتغيه إلى الآن فعلينا جميعاً أن نتعاون لتأمين هذه المطالب لها. وفي نفس الوقت يجب علينا أن نساعدهم على تأمين استقرارهم وبناء بلادهم ولذلك فإنما تفضلتم به بأننا لا نقصد أذى احد ولا الاعتداء على أحد هو عين الحقيقة وإننا حينما طلبنا مساعدة صديقتنا بريطانيا في تأمين دفاعنا الجوي فلسنا نقصد بذلك الاعتداء أو التعرض لحرية الغير أو استقلاله وأن طبيعة منطقتنا لتفرض علينا أن نكون بنائين ونكون على علاقات طيبة مع إخواننا وجيراننا في المنطقة العربية ولن نكون بحول الله وقوته آلة هدم أو تخريب وإذا كان هناك ما يخيم على جو العلاقات في هذا الظرف بين البلاد العربية بعضها مع بعض فإننا نأمل أن تتغلب الحكمة والتعقل على التهور والاندفاع لتعود الأمور إلى مجاريها وتعود العلاقات إلى حالتها الطبيعية وإننا كما تفضلتم يا صاحب المعالي نشجب ونعارض كل تدخل من أي جهة كانت في شؤون أي بلد أو أي شعب آخر فيجب كما قلت أن نترك لكل شعب أن يقرر مصيره بحرية وأن يختار الطريقة التي يرتضيها لنفسه إن طريقة الهدم والتخريب والقتل والاعتداء ليست الطريقة السلمية لنيل الاستقلال ولا لصالح البلد وعلى الأخص في هذا الوقت الذي تعترف فيه جميع دول العالم بأنه يجب أن تعطى لكل شعب حريته واستقلاله وتقرير مصيره وإنني أعتقد أن الجميع يتذكرون أن هذه النقطة وهي حرية تقرير المصير هي من أهم الأسس التي يبنى عليها ميثاق حقوق الإنسان ولذلك


1. أم القرى العدد 2171 في 10 صفر 1387 الموافق 19 مايو 1967

<1>