إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



كلمة الفيصل رداً على كلمة رئيس جمعية الصحفيين الأجانب في بريطانيا(1)

           بسم الله الرحمن الرحيم

          سيادة الرئيس، أيها السيدات والسادة، يسرني أن أتقدم بشكري لهذه الفرصة التي سنحت لي لأن التقي بكم وأتحدث إليكم.

          إننا أيها السادة في بلادنا نؤمن بعقيدة أساسها الإيمان بالله واتباع أوامره واجتناب نواهيه، يأتي بعد هذا سياستنا أنها ترتكز على أساس السلم والتعاون وبذل المساعي الخيرة في سبيل أبناء وطننا وفي سبيل إخواننا من المجاورين وفي سبيل البشرية أجمع. إننا أيها السادة نستهدف بناء بلادنا التي لسوء الحظ لا تزال تعيش في الخطوة الأولى في طريق النمو والتقدم.

          ولكن هناك شيء واحد يمكن أن نؤكده وهو أننا نطلب الخير والتقدم والسعي في سبيل مصلحة امتنا وبلادنا، طبعاً نحن لا يمكن أن ندعي أننا نفرض الأوضاع أو نغير الأشياء بين طرفة عين وانتباهتها. ولكننا نأمل أن نسلك الطريق الصحيح في بناء الامة والبلاد التي تؤدي إلى الغاية التي ننشدها. نحن نهتم في بلادنا بالتقدم العلمي. وكذلك بالتقدم في الخدمات الصحية.وكذلك بالتقدم في الخدمات الاجتماعية ونريد لكل مواطن في بلدنا أن يعيش العيشة الراضية وان يكون في إمكانه الاكتفاء الذاتي من موارده الخاصة. وهناك نقطة أخرى ربما كان بعض الأصدقاء الحاضرين لا يعرفون عنها شيئاً. هناك نظام الضمان الاجتماعي الذي يضمن لكل مواطن أن تؤمن له الحكومة من المال ما يكفيه للعيش إذا لم يكن له مورد آخر أو إذا لم يكن في قدرته العمل. هذا علاوة على أن التعليم، والخدمات الصحية في بلادنا مجاناً في جميع مراحلها. وكذلك بعثاتنا إلى الخارج هي دائماً على حساب الدولة. وكذلك المرضى الذين لا يجدون في البلاد من الآلات أو الإمكانيات ما يحقق لهم الشفاء فإن الدولة تبعثهم إلى البلد الذي يمكن أن يعالجوا فيه على حساب الدولة. أنا لا أحب أن أطيل على المستمعين في شرح بعض النواحي التي تظهر صورة ما يجري في المملكة العربية السعودية ولكن في إمكانهم أن يحصلوا على هذه المعلومات من أي مصدر من المصادر التابعة للحكومة في هذه البلاد أو في المملكة. هناك نقطة أحب أن أشير إليها فيما ورد في خطاب سيادة الرئيس، هذه النقطة هي كيف نوفق بين التطور والتقدم في البلاد وبين التمسك بعقيدتنا وتقاليدنا.

          إن عقيدتنا الإسلامية وشريعتنا هي في الحقيقة مبينة على خير السبل التي تؤدي إلى خير البشرية أجمع. وإنني أعتقد أن هناك من غير المسلمين ممن درسوا الشريعة الإسلامية يرون أو يتأكدون بأن اتخاذ الشريعة الإسلامية دستوراً هو لا يتعارض أبداً مع أي تقدم أو أي تطور فيه خير


1. أم القرى العدد 2171 في 10 صفر 1387 الموافق 19 مايو 1967

<1>