إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



كلمة الفيصل إلى أبناء الشعب السعودي عقب نكسة يونيه 1967م(1)

بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني وأبناء وطني.

          إنني أحمد الله، سبحانه وتعالى، إذ منّ علينا بأن ألتقي بكم بعد رحلتنا، وأن نراكم بأتم خير ونعمة. لقد كانت غيبتنا أيها الإخوة ـ وإن كانت محدودة في زمنها ـ كانت طويلة بالنسبة إلى اشتياقنا إلى لقائكم ورؤياكم، فقد قمنا بزيارة بعض البلاد الأوروبية بناء على دعوات رسمية وغير رسمية. وقد لقينا فيها أكثر ترحاب واستقبال إن دلّ على شيء فإنما يدل على ما تكنه هذه البلاد لكم وما نراه فيكم وما تقدره لكم من مكانة عليا ومقام أسمى، فإنه لمن دواعي فخرنا واعتزازنا أننا ننتسب إليكم ونمثلكم أيها الإخوة المواطنون.

مواطني الأعزاء:

          لقد كنّا على موعد مع الأحداث، فما أن وضعت أقدامنا أرض الوطن العزيزة حتى وافتنا الأحداث بتحركات العصابات المجرمة، هذه التحركات التي لم تكن مفاجأة ولم تكن غريبة.

أيها الإخوة:

          إن العالم يصف هذه التحركات بأنها اعتداء من الإسرائيليين على العرب، ولكننا أيها الإخوة نعتبر أنه من سنة 48 ميلادية إلى الآن والعرب معتدى عليهم في وطنهم وفي بلادهم. إن مجرد الوجود الإسرائيلي على الأراضي العربية هو أكبر اعتداء وظلم عرفه التاريخ.

أيها المواطنون:

          إننا اليوم صف واحد وجنود في المعركة، لا رئيس ولا مرؤوس، بل كلنا حملة للسلاح في سبيل الله وفي سبيل الوطن، وفي سبيل العروبة. وفي هذه المناسبة أيها الإخوة: لا يفوتني أن أشكر وأقدر مواقف بعض الدول الإسلامية التي أيّدت العرب وناصرتهم في قضيتهم، وإنني أقولها صريحة وأنادي وأهيب بجميع المسلمين في بلاد العالم، إنني أهيب بالأمة الإسلامية، أمة محمد، صلوات الله وسلامه عليه، وجميع المؤمنين بالله، أن يكونوا في صف الحق وفي صف انتصار المسلمين والعرب على باطل الصهيونية والاستعمار.


1. أم القرى العدد 2174 في 2 ربيع الأول 1387 الموافق 9 يونيه 1967

<1>