إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



الملك فيصل يكرم ضيوف بيت الله الحرام(1)

          بسم الله الرحمن الرحيم

          أيها الإخوة المسلمون: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، في هذه اللحظات المباركة. يسعدني ويملؤني فخراً كفرد من أفراد هذا الوطن الذين أعزهم الله وأكرمهم ومنّ عليهم بالقيام بخدمة هذه الأماكن المقدسة والسهر على راحة وفود بيت الله الحرام أن أتقدم إليكم بخالص الترحيب من قلوب تشعر بما للأخوة الإسلامية والروابط الدينية من أواصر تشد بعضها إلى بعض وتمسك بعضها بالبعض الآخر. فإنني في هذه اللحظات. ومع تقديم التهاني لإخواني حجاج بيت الله الحرام بسلامة الوصول راجياً من المولى الكريم أن يكمل حجهم وأن يهبهم الغفران والثواب. أرجوه سبحانه وتعالى أن يمن علينا بالمزيد من شكره والإيمان به والتمسك بعقيدتنا الغراء كما أنزلت من العلي القدير سبحانه وتعالى وكما أخبر عنها المصطفى صلوات الله وسلامه عليه.

          إخواني:

          إنني لا أعدو الحقيقة إذا قلت لكم أنه من أسعد أيام أبناء هذا الوطن الشقيق لكم أن يروكم بين ظهرانيهم متمتعين بكل راحة وبكل أمن وبكل استقرار في أداء مناسككم وفي التبتل إلى الله سبحانه وتعالى أن يغفر ذنوبنا ويكفر عنا خطايانا وأن يهدينا جميعاً إلى سبل الرشاد وأن يرزقنا الهداية والاستقامة إنه على كل شيء قدير.

          أيها الإخوة:

          إننا في هذا الوقت الذي نعيش فيه في أوطاننا وبيوتنا ونرتع في رغد من العيش. أرجو ألا ينسينا هذا أن هناك حرماً ثالثاً. أولى القبلتين وموضع معراج الرسول صلوات الله وسلامه عليه، لقد استباحت حرمته طغمة من الناس كان دأبها منذ فجر التاريخ العدوان والاستكبار وتنكر أوامر الله سبحانه وتعالى قد سبق لهم أن تحدوا نبيهم صلوات الله وسلامه عليه حينما أمرهم بأمر ربه أن يدخلوا القرية وأن يقاتلوا في سبيله فكان جوابهم له: فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُون (المائدة:24). فهل هناك تحد للإرادة الإلهية  واستهزاء بالجبروت السماوي أكبر من هذا؟! فماذا ننتظر منهم نحن في هذا الوقت وفي هذا الزمن؟ الذي ولسوء الحظ تغلبت فيه الأهواء وتغلبت فيه المطامع وصاحبها تيار جارف يهدم العقائد الصحيحة ويهدم الأخلاق الفاضلة ويهدم المبادئ السليمة ليحل محلها الفوضى والانحلال والفسق والإجرام. فكل هذه الجرائم وكل هذه المباذل أتت من هذه


1. أم القرى، العدد 2261 في 18 ذو الحجة 1388 الموافق 7 مارس 1969

<1>